أظهرت نتائج استطلاع أجرته جمعية "إندومتريوزس" في البلاد أن 93% من النساء المصابات بمرض بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis) أبلغن عن تفاقم في الأعراض وتدهور في حالتهن الصحية، وهو ما يسلط الضوء مجددًا على التحديات الطبية والنفسية التي تواجهها المصابات بهذا المرض المزمن.
وفي مقابلة خاصة مع "راديو الناس"، أوضح الدكتور ربيع بحوث، أخصائي طب النساء والحمل عالي الخطورة، أن المرض المعروف طبيًا باسم "Endometriosis" – أو بطانة الرحم المهاجرة – هو مرض مزمن ومعقد يتميز بانتشار نسيج شبيه ببطانة الرحم في أماكن خارج الرحم، ما يسبب التهابات وأوجاعًا شديدة ومزمنة، وفي كثير من الحالات يؤدي إلى العقم.
تشخيص معقد ووعي متأخر
د. ربيع بحوث: تحذير من التأخر في التشخيص والعلاج لبطانة الرحم المهاجرة
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
06:17
وقال د. بحوث: "على الرغم من تزايد عدد النساء اللواتي يتم تشخيصهن بالمرض في السنوات الأخيرة، إلا أن الطريق إلى التشخيص لا تزال مليئة بالتحديات. فالأعراض كثيرة ومتنوعة، ما يؤدي إلى تشخيص خاطئ أو تأخر في التشخيص".
وأضاف: "في السابق، كانت كثير من النساء يُبلّغن أطباءهن عن آلام حادة، فيُقال لهن إنها مجرد آلام دورة شهرية. أما اليوم، فهناك وعي أكبر لدى الأطباء والنساء على حد سواء، مما يساهم في الكشف المبكر وتقليل المعاناة".
الصحة النفسية وتأثير الجائحة أحد العوامل المهمة التي ساهمت في تفاقم الأعراض، بحسب د. بحوث، هو الضغط النفسي والاجتماعي، خاصة في ظل الأزمات الأخيرة مثل جائحة كورونا. "الحالة النفسية لها تأثير مباشر على المرض"، يوضح د. بحوث، مضيفا: "خاصة وأن التوتر والقلق يؤثران على إفراز الهرمونات، ما يؤدي إلى تفاقم الأعراض بشكل واضح. كثير من النساء المصابات شعرن أن أوجاعهن ليست أولوية في ظل الكوارث التي مرت بها المجتمعات، وهذا خلق نوعًا من الإهمال الذاتي".
أعراض جسدية ونفسية متعددة
يفصل د. بحوث الأعراض إلى قسمين: الأوجاع المزمنة، والتي قد تظهر خلال الدورة الشهرية، أو أثناء التبول، أو العلاقات الجنسية، أو حتى في الحياة اليومية.
مشاكل الخصوبة والعقم: "ما يقارب 50% من المصابات يواجهن صعوبات في الإنجاب، وهو ما يخلق دائرة من الألم النفسي والجسدي، ويزيد من تفاقم المرض".
التشخيص المبكر ضرورة
وشدد د. بحوث في نهاية حديثه على ضرورة عدم تجاهل الأعراض وطلب الاستشارة الطبية المبكرة، مؤكدًا أن التدخل المبكر يمكن أن يحد من تطور المرض ويقلل من الأوجاع ومن الآثار بعيدة المدى مثل العقم.
وختم بالقول: "مرض بطانة الرحم المهاجرة ليس فقط تحديًا طبيًا، بل هو أيضًا تحدٍ اجتماعي ونفسي. يجب أن نوفر للنساء المساحات الآمنة والدعم الطبي والمهني اللازم، ونتوقف عن تطبيع الألم باعتباره شيئًا اعتياديًا".
يشار إلى أن جمعية "إندومتريوزس" في البلاد تواصل حملاتها لزيادة الوعي لدى النساء والمجتمع الطبي، وتدعو إلى إقرار سياسات صحية أكثر عدالة للمصابات، تشمل الاعتراف بالمرض كإعاقة مزمنة وضمان علاجات متقدمة لهن.