خلافات في الحكومة الإسرائيلية حول توزيع المساعدات: رئيس الأركان يعارض وسيموترتش يتوعد

هاجم زعيم المعارضة يائير لبيد الحكومة الإسرائيلية متهماً إياها بالفشل في إدارة الحرب وعدم قدرتها على تحقيق النصر أو إعادة المختطفين         

راديو الناس|
1 عرض المعرض
وزير المالية  بتسلئيل سموتريتش
وزير المالية  بتسلئيل سموتريتش
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش
(Flash90)
في ظل استمرار الخلافات حول توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، شهد اجتماع الكابينت السياسي الأمني الإسرائيلي مساء أمس صدامًا حاداً بين المسؤولين العسكريين والوزراء، لا سيما حول دور الجيش الإسرائيلي في توزيع المساعدات.
رئيس الأركان أَيْيال زمير رفض اقتراح توزيع الجيش للمساعدات قائلاً: "جنود الجيش الإسرائيلي لن يكونوا من يوزع المساعدات، ولن نجوع القطاع". جاء ذلك رداً على إعلان وزير الأمن يسرائيل كاتس بأن "المساعدات المقبلة التي ستدخل لن تمر عبر حماس، وسيتم توزيعها إما عبر الجيش الإسرائيلي أو عبر شركات أمريكية". وأضاف كاتس: "هذه المساعدات تعزز من قوة حماس، ولن نسمح باستمرار هذا الوضع".
تهديدات سياسية وانتقادات داخلية
ردود الفعل في الاجتماع لم تتأخر، حيث هاجم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش رئيس الأركان قائلاً: "مع كل الاحترام، الجيش لا يختار مهامه. نحن نحدد الهدف، وأنتم تحددون كيف تنفذونه. إذا كنت غير قادر، نحضر من هو قادر. إذا لا تعرف، نجد من يعرف". وأضاف: "نحن نقرر ألا تدخل مساعدات تصل إلى حماس، ولا يهمني كيف. إذا لا تعرف كيف تنفذ، قل للقيادة السياسية: 'لا أعرف'". وحين حاول بعض الوزراء تهدئة الأجواء قائلين: "اهدأ، خفف لهجتك"، تابع سموتريتش: "الجيش لا يختار مهامه في الديمقراطية".
انسحاب وتوترات أخرى
التوتر لم يقتصر على الجدل حول المساعدات، إذ غادر الوزير سموتريتش الجلسة عندما بدأ رئيس الشاباك رونين بار بالكلام، قائلاً: "ذاهب إلى الحمام"، ثم عاد ليقول: "ما هذا؟ لا يوجد نظام في الحديث؟ لا يمكن أن يتكلم كل واحد. سمعنا رئيس الأركان، لا حاجة أن يتكلم الجميع. سيكون لك 3 دقائق للحديث تحت رعاية المحكمة العليا لاحقاً".
لا قرارات... واستمرار الضغوط
ورغم حدة النقاشات، لم تُتخذ أي قرارات خلال الجلسة. وأكدت مصادر أمنية أن "الجيش يوصي باستنفاد فرصة التوصل إلى صفقة، مع الاستعداد لتوسيع العمليات في القطاع". وأشارت إلى أن أي قرار بحسم عسكري يتطلب "تجنيداً واسعاً لقوات الاحتياط، وهو قرار بالغ الأهمية، ويجب التروي قبل اتخاذه".
سموتريتش يهاجم نتنياهو: إدخال مساعدات لحماس "خط أحمر" والحلّ بفرض حكم عسكري في غزة
شنّ وزير المالية وعضو الكابينت السياسي الأمني بتسلئيل سموتريتش هجوماً جديداً على قيادة الحكومة الإسرائيلية، متهماً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم فرض تنفيذ قرارات الكابينت على الجيش الإسرائيلي فيما يخص إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
إدارة المساعدات "أهم من أي فرقة عسكرية"
وفي بيان رسمي صدر عنه صباح اليوم، قال سموتريتش: "إدارة الجهد المدني في غزة بطريقة لا تسمح بوصوله إلى حماس كان وما زال العنصر الحاسم في حسم المعركة ضد حماس والانتصار في الحرب. هذا جزء لا يتجزأ من الجهد العسكري، وهو أكثر أهمية من إدخال فرقة عسكرية إضافية أو زيادة نيران المدفعية".
وأضاف: "من دون أن نستوعب هذا ونطبقه، لا يمكننا الانتصار. أصرخ بهذا منذ سنة ونصف، وبناء على طلبي، تم تضمين تعليمات واضحة بهذا الشأن في قرار كابينت صريح قبل إقرار صفقة المختطفين الأخيرة".
انتقاد مباشر لنتنياهو
نفى سموتريتش أن تكون انتقاداته موجّهة لرئيس الأركان، وقال: "لا توجد لدي أي ادعاءات ضد رئيس الأركان، نقدي موجه لرئيس الحكومة الذي لا يفرض تنفيذ سياسة القيادة السياسية على الجيش".
وأكد بشكل قاطع رفضه لإدخال أي نوع من المساعدات التي قد تصل إلى حماس: "إدخال مساعدات لوجستية تصل إلى حماس هو خطوة لن أكون شريكاً لها. نقطة".
"الحل: احتلال غزة وتطبيق خطة ترامب"
وتابع الوزير في بيانه الحاد: "الاستمرار في التردد العسكري وإدخال مساعدات إنسانية لحماس بينما مختطفونا لا يزالون هناك – ليس خياراً".
واختتم بيانه بمطالبة واضحة لنتنياهو: "رئيس الحكومة هو المسؤول الأعلى. عليه أن يطلق حملة حقيقية لحسم المعركة ضد حماس، تشمل احتلال غزة، فرض إدارة عسكرية مؤقتة حتى الوصول إلى حل بديل، تحرير المختطفين وتطبيق خطة ترامب. وإلا، فهذه الحكومة لا تستحق البقاء".
لبيد: "هذه الحكومة غير قادرة على تحقيق النصر، فلتُعد المختطفين وتكفّ عن التبريرات"
انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، بشدة حكومة نتنياهو، على خلفية تصاعد الخلافات بين الوزراء ورئيس الأركان إيال زمير بشأن توزيع المساعدات في غزة، معتبراً أن الحكومة "عاجزة عن إدارة الحرب".
في تصريحات لاذعة، قال لبيد: "الآن وزراء الحكومة يهاجمون حتى رئيس الأركان الجديد 'الهجومي' الذي اختاروه هم، ويصنعون مواجهات في الكابينيت ثم يسارعون لرواية ما حدث لأصدقائهم. حان الوقت للاعتراف بالحقائق: هذه الحكومة غير قادرة على الانتصار في الحرب".
وتابع: "أعطيتهم سنة ونصف، حصلوا على دعم كامل من الأميركيين، دعم كامل من المعارضة، وانتهت التبريرات. لا بايدن، لا هاليفي، لا غالنت - هؤلاء هم".
وأشار لبيد إلى أن "حكومة تشجع على التهرب من الخدمة العسكرية فقدت ثقة جنودنا الأبطال. حكومة غير قادرة على تحديد استراتيجيتها لليوم التالي في غزة لن تحقق نصراً. سيتوجب علينا هزيمة حماس في الحكومة القادمة. أما الآن، فأعيدوا المختطفين بدلاً من اتهام الآخرين دائماً بفشلكم".
First published: 08:35, 23.04.25