تجري في الساعات الأخيرة قبل التصويت على مشروع قانون حلّ الكنيست في قراءة تمهيدية، مفاوضات مكثفة ومحاولات أخيرة لتفادي الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
فبالتزامن مع تهديدات الحريديم بدعم حلّ الكنيست، اجتمع ممثلوهم مع سكرتير الحكومة في محاولة لصياغة تفاهم يضمن تأجيل التصويت، حيث يرى نتنياهو أن التأجيل ولو كان مؤقتا سيكون مكسبًا، في ظل تعذر التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن قانون التجنيد.
ويدور الخلاف المحوري حول صيغة القانون والعقوبات المفروضة على المتهربين من الخدمة العسكرية، حيث يطالب رئيس لجنة الخارجية والأمن يولي إدلشتاين بعقوبات "ذات أنياب"، تشمل سحب رخص القيادة ومنع السفر للخارج فورًا، بينما وافق الحريديم على تنازلات تدريجية تشمل وقف تمويل التعليم الأكاديمي ومنع التفضيلات في العمل، على أن تُطبق عقوبات إضافية بعد عام فقط في حال عدم تحقيق أهداف التجنيد.
ورغم تهديده بعدم التفاوض تحت ضغط، التقى إدلشتاين لاحقًا نوابًا من "يهدوت هتوراة" بعد تدخل مباشر من نتنياهو، الذي أبلغه بأن "تفكيك الحكومة سيكون كارثة". في المقابل، يزداد الضغط على نتنياهو داخل معسكره لإقالة إدلشتاين.
درعي بدوره يسعى لتأجيل التصويت لإكمال تعيينات حكومية مركزية، لكن العقبة الأساسية تبقى في صفوف القيادة الدينية الحريدية، خاصة بعد بيان الحاخام موشيه تسادكا، الذي حرّم كل قانون يتضمن أهداف تجنيد، حتى لمن لا يدرسون التوراة.
في غضون ذلك، ألقى الرئيس الأرجنتيني خافيير ميليي خطابًا في الكنيست، أعلن فيه عن نقل سفارة بلاده إلى القدس عام 2026، بينما تلقى نتنياهو خلال الجلسة ورقة من رئيس شاس أرييه درعي، كُتب عليها: 'أنا مع إدلشتاين'".
وفي ظل غياب تفاهم نهائي مع الاستشارة القانونية للكنيست، ومع فشل الاتفاق على "وثيقة مبادئ" متفق عليها، من المتوقع أن يُعرض مشروع حلّ الكنيست للتصويت قرابة الساعة الواحدة ليلا، بمبادرة المعارضة، ما لم يحدث اختراق اللحظة الأخيرة.