فضل شاكر الحاضر الغائب: نجم مطلوب للعدالة وأغنياته الجديدة تتصدر الترند

كيف يواصل فنّان محكوم بالسجن، ومختفٍ عن الأنظار منذ أكثر من عقد، إصدار أغانيه بانتظام، ونشرها عبر المنصّات الموسيقية الكبرى، وتحقيق ملايين المشاهدات في كلّ مرة؟ كيف يغيب الفنان جسديًا، لكنّه يبقى حاضرًا فنّيًا بهذا الزخم؟

1 عرض المعرض
فضل شاكر
فضل شاكر
فضل شاكر
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
عاد اسم النجم اللبناني فضل شاكر، الفنّان الغائب الحاضر، إلى الواجهة منذ أسابيع بعد إعلانه عن إطلاق أغنيات ألبومه الجديد تباعًا، والتي حققت نسب مشاهدات ملفتة عبر مختلف المنصّاات الرقميّة. وآخر الإصدارات كانت أغنية "كيفك ع فراقي" التي جمعته بابنه محمد، لتفتح الباب مجدّدًا أمام السؤال الذي لا يغيب: كيف يواصل فنّان محكوم بالسجن، ومختفٍ عن الأنظار منذ أكثر من عقد، إصدار أغانيه بانتظام، ونشرها عبر المنصّات الموسيقية الكبرى، وتحقيق ملايين المشاهدات في كلّ مرة؟ كيف يغيب الفنان جسديًا، لكنّه يبقى حاضرًا فنّيًا بهذا الزخم؟
منذ عودته التدريجية إلى الغناء عام 2018، بعد سنوات من اعتزالٍ ارتبط بتوجّه ديني متشدّد، اعتمد شاكر نمط إنتاج مستقلّ يقوم على "التعاون غير المباشر". فبحسب ما ورد في مقابلة له مع موقع "عربي بوست"، يتمّ التوزيع الموسيقي لأغانيه خارج لبنان، غالبًا في مصر، ثمّ تُرسل إليه الملفّات الصوتية إلى داخل مخيّم عين الحلوة حيث يقيم. هناك، في استوديو بسيط جهّزه في منزله، يُسجّل صوته باستخدام معدّات متواضعة، ثمّ يُعيد إرسال التسجيلات إلى الجهة المنتجة خارج المخيّم لإنهاء المونتاج والمكساج.

أغنية فضل شاكر الجديدة مع ابنه محمد

أمّا التوزيع، فيتمّ عبر خدمات مثل "DistroKid" و"TuneCore"، التي تتيح للفنّانين المستقلّين تحميل أعمالهم مباشرة إلى منصّات مثل يوتيوب وسبوتيفاي وآبل ميوزيك، دون الحاجة للتعاقد مع شركات إنتاج. بهذه الطريقة، نجح شاكر في الحفاظ على حضور فنيّ فعّال رغم غيابه الجسدي.
ملفٌّ قضائيّ غير مغلق يلوح في الخلفيّة
على الرغم من تبرئته عام 2018 من تهمة المشاركة المباشرة في معركة عبرا، تؤكّد المعطيات أنّ شاكر لا يزال مطلوبًا للقضاء اللبناني بموجب أحكام أخرى قائمة وسارية المفعول حتى اللحظة، أبرزها الحكم الصادر عام 2020 بالسجن لمدّة 22 عامًا مع الأشغال الشاقة، إلى جانب غرامة مالية وتجريده من حقوقه المدنية. وتشمل التّهم الموجهة ضدّه تقديم دعم لوجستي لجماعة الشيخ أحمد الأسير، التحريض ضدّ الجيش اللبناني والإساءة لعلاقات لبنان الخارجية.
شاكر، الذي ينفي باستمرار جميع التهم الموجّهة إليه، واصفًا إيّاها بـ"المجحفة"، لا يخفي مكان إقامته في حيّ المنشية داخل مخيّم "عين الحلوة" جنوب صيدا. فلماذا لا تداهمه القوى الأمنية وتنفّذ الأحكام الصادرة بحقّه، رغم معرفة مكان إقامته؟
أخيرًا، يذكر أنّ مخيّم عين الحلوة، حيث يُقيم شاكر منذ عام 2013، هو الأكبر بين مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويُعدّ منطقة خارجة عن السيطرة المباشرة للدولة اللبنانية منذ عقود. وبحسب الممارسات المتّبعة، تتجنّب القوى الأمنية اللبنانية دخول المخيّم إلّا في ظروف استثنائية، وغالبًا بعد تنسيق مع الفصائل الفلسطينية، وذلك لتجنّب أيّ اشتباك مع الجماعات المسلّحة الناشطة داخله. في ظلّ هذا الواقع، ونظرًا لكون شاكر غير ناشط عسكريًا في الوقت الحالي ولا يشكّل "خطرًا مباشرًا" على الأمن اللبناني، لا يُشكّل اعتقاله أولوية للسلطات الأمنية في هذه المرحلة.
فهل بات الظهور العلنيّ للفنّان أقلّ أهمية، طالما كان قادرًا على فرض حضوره من خلف الشاشة؟