لم تكن إطلالة الفنان اللبناني ملحم زين عبر برنامج "عندي سؤال" على قناة المشهد مجرّد مقابلة عادية، بل مساحة صريحة كشف فيها عن محطات إنسانية وفنية شكّلت مسيرته وشخصيته. بصوته الهادئ لكن الحازم، تحدّث عن الإيمان والنجاح، عن الصداقة والخذلان، وعن حادث سير كاد ينهي حياته.
"أنا من بيئة لا تُحبّ فضل شاكر"
في حديثه، تناول ملحم زين ملفّ الفنان فضل شاكر بصراحة لافتة، مؤكّدًا أنّ كثيرًا ممّا نُسب إليه "مختلق أو محرّف"؛ وقال: "أنا من بيئة لا تُحبّ فضل شاكر. هناك فيتو كبير عليه؛ لكنّي أعرف حقيقة ما جرى، ولا يمكنني أن أكون شاهد زور". وأوضح، انّ شاكر سلّم سلاحه قبل أحداث عبرا، وأنّ المحكمة العسكرية برّأته لاحقًا، إلّا انّ "كثيرين استغلّوا غيابه واستفادوا من قصّته". وعن عودته الفنّية، قال: "عودته الأخيرة تؤكّد أنّه نجم عام 2025 بلا منازع".
"طلعت شمسها"
وكشف زين أنّ فضل منحه مؤخّرًا أغنية بعنوان "طلعت شمسها"، وقال: "فضل شالها من ألبومه واعطاني إياها، وقال لي: هاي بتلبقلك لأنك راح تغنّيها حلو". وأضاف، انّ الأغنية قيد التحضير وستصدر قريبًا، مؤكّدًا انها "بمعيّة شاكر في كلّ تفاصيلها".
ولم يتوقف الحديث عند حدود الدفاع عن شاكر، بل وجّه دعوة للمصالحة بينه وبين الفنّان راغب علامة، قائلًا: "إذا الأرض خصبة، أنا جاهز أكون الوسيط؛ الفنّانان أكبر من أن يستمرّ الخلاف بينهما".
صلح متأخر مع ملحم بركات
ولم يُخفِ زين محبّته للموسيقار الراحل ملحم بركات، الذي يعتبره "استاذه الأوّل". وروى، انّ خلافًا طارئًا وقع بينهما بسبب "تدخّلات خارجية"، إلى أن بادر بالاتّصال به، فقال له بركات: "انسَ اللي صار". تلا ذلك أغنيتان سجّلهما من ألحان بركات، يعتبرهما زين من أهمّ ما يحتفظ به في أرشيفه الفنّي، هما "أحلى مرا" و"قلبي الجهلان".
"ابني له سلطة بغيابي"
ولم يخجل زين من الاعتراف بأنّ بيئته تحمل قواعد صارمة، وأنّه يعلّم أبناءه احترام الآخرين والانضباط، وأنه يثق بابنه الأكبر علي ليكون "رجل البيت" في غيابه: "نحن بعلبكية. إذا كنت موجودًا فأنا وليّ أمر ابنتي، وإذا غبتُ، فابني له سلطة في البيت".
"الأمر ليس سهلًا، أن تعطي ابنتك لشخصٍ آخر"
وأضاف، أنّه يُدلّل ابنته أكثر من ابنه، لأنّه يريدها أن تنشأ على القناعة لا على الترف؛ فقال: "حين أزوّج ابنتي، أعتبر نفسي قد قدّمت أثمن ما أملك، وسأقف إلى جانب زوجها وأدعمه. لأنّ الأمر ليس سهلًا، أن تعطي ابنتك لشخصٍ آخر".
حادث السير – لحظة غيّرت نظرته للحياة
واختتم زين حديثه بواقعة كادت تودي بحياته، حين تعرّض لحادث سير خطير قبل سنوات، فقال: "كنت أقود بسرعة 150، واصطدمت بسيارة أخرى. عندما ترى شكل السيارة، تدرك أن بقائي حيًّا كان معجزة إلهيّة".
وأضاف، أنّ هذه التجربة غيّرته تمامًا، وجعلته أكثر إيمانًا بالقَدَر وأقلّ قلقًا تجاه المستقبل: "قبل الحادث كنت أعيش قلقًا دائمًا حول ما سيحدث، وأفكّر كثيرًا في مستقبل أولادي وكيف أؤمّن لهم حياةً كريمة. لكن بعد الحادث أدركت أنّ ما قدّره الله لا مفرّ منه".


