البرنامج الكامل: أسبوع حافل في الأمم المتحدة يُفتتح اليوم بمؤتمر حل الدولتين

الأمم المتحدة تحتضن أسبوع "الوفود رفيعة المستوى" في الذكرى الـ80 لتأسيسها: مؤتمر دولي لحل الدولتين ولقاءات تجمع قادة العالم 

1 عرض المعرض
الهيئة العامة للأمم المتحدة - صورة عامة
الهيئة العامة للأمم المتحدة - صورة عامة
الهيئة العامة للأمم المتحدة - صورة عامة
(Flash90)
تستمر فعاليات أسبوع "الوفود رفيعة المستوى" للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بمناسبة مرور 80 عامًا على تأسيس المنظمة، التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية لتحل محل عصبة الأمم. انطلقت اجتماعات الجمعية في أوائل الشهر الجاري، لكن هذا الأسبوع يشهد حضور قادة العالم لإلقاء كلماتهم وإجراء لقاءات ثنائية على هامش القمة.

مؤتمر حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية

في مساء اليوم الاثنين 22 سبتمبر، تنطلق فعاليات "مؤتمر حل الدولتين" بمبادرة فرنسية‑سعودية، المعروف باسم "رؤية ماكرون"، بعد تأجيله من يونيو إلى يوليو بسبب التوترات مع إيران. وقد اعتمد المؤتمر إعلان نيويورك الذي يؤكد الالتزام بحل الدولتين كمسار سلمي لتحقيق السلام في المنطقة.
ومن المتوقع أن تعلن عدد من الدول عن اعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية خلال المؤتمر، من بينها: فرنسا، سان مارينو، أندورا، مالطا، لوكسمبورغ، نيوزيلندا، فنلندا، أستراليا (التي أعلنت عن اعترافها مسبقًا يوم الأحد)، البرتغال وبلجيكا، مع تحديد شروط ضمنية تتعلق بإطلاق سراح الرهائن وإنهاء حكم حماس في غزة.
وقد كانت كندا الدولة الأولى التي أعلنت اعترافها، تلتها بريطانيا، فيما رفضت اليابان الاعتراف بعد محادثات أجراها وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مع نظيره الياباني. حتى الآن، اعترفت 141 دولة في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، فيما تدرس إسرائيل اتخاذ إجراءات ضدية، تشمل احتمال إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس وفرض سيادة جزئية على الضفة الغربية.
وقد أكدت الولايات المتحدة وإسرائيل مقاطعة المؤتمر، حيث صرح مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية بأن "التركيز يبقى على الدبلوماسية الجدية، لا على المؤتمرات الرمزية التي قد تكون غير ذات صلة أو مضرة".

ماذا نعرف عن المؤتمر؟

مؤتمر حل الدولتين اليوم يُعقد عشية اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ويُستضاف من قِبل فرنسا والسعودية كجزء من دفعة دبلوماسية لإحياء مبادرة حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين. الهدف هو تحفيز دعم دولي واسع لإنهاء الصراع عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، مع ضمانات أمنية وسياسات واضحة للهدنة والتخفيف من التوترات.

مسودة الإعلان المتوقعة

  • الشق السياسي يتضمن الاعتراف بدولة فلسطين من دول إضافية، ودعم خارجي لدولة فلسطينية قابلة للحياة.
  • الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرّهائن، وفتح المساعدات الإنسانية دون عوائق.
  • اشتراطات بأن لا يكون لحركة حماس دور في الحكم في غزة، وأن تتخلى عن السلاح، حسب الصيغة التي طرحتها فرنسا وكذلك في الإعلان الذي تبنّاه المؤتمر الدولي السابق.
  • خطوات ملموسة ومحددة زمنياً لتطبيق هذا الحل، بما في ذلك إصلاح مؤسسات السلطة الفلسطينية، وضمان العمل الدولي لدعم استقرار المنطقة خلال فترة الانتقال.

المواقف المعارضة والمعيقات

  • إسرائيل والولايات المتحدة أعلنتا مقاطعة المؤتمر، واعتبرا أن بعض خطواته قد تكون مضرّة للسلام، أو بمثابة "مكافأة للإرهاب".
  • إسرائيل تدرس القيام بإجراءات ضد فرنسا دبلوماسياً، وربما خطوات ضمّية في الضفة الغربية كرد فعل.

السياق التاريخي للمؤتمر

الإعلان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 12 سبتمبر 2025 يدعو لاتخاذ خطوات واضحة وفورية نحو حل الدولتين، مع تأكيد على وقف إطلاق النار، إطلاق الرهائن، وتحقيق دولة فلسطينية ذات سيادة.
المؤتمر اليوم يُكمل مؤتمرًا سابقًا عُقد في يوليو 2025 تحت عنوان «المؤتمر الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، حيث تم تبني وثيقة من سبع صفحات تضمنت خارطة طريق لمدة 15 شهرًا لتحقيق دولة فلسطينية مستقلة، وضمانات أمنية، ودور للسلطة الفلسطينية.

برنامج الأسبوع الحافل: كلمات القادة واللقاءات الثنائية الهامة

الثلاثاء القريب: افتتاح مرحلة إلقاء الكلمات، حيث يلقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب كلمته حول السلام العالمي، والحروب المنتهية، والتوترات المستمرة مثل روسيا‑أوكرانيا والحرب في غزة. ويأتي خطابه بعد كلمات البرازيل والأمين العام للأمم المتحدة، ويليه الرئيس التركي أردوغان وزعماء الأردن وقطر ومصر، وفي الجلسة المسائية سيلقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلمات، بالإضافة إلى قادة لبنان، العراق والمغرب.
الخطاب البارز: يتضمن هذا الأسبوع أول خطاب للرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، ويتوقع أن يتطرق للمفاوضات الجارية مع إسرائيل، وهو خطاب لأول رئيس لسوريا منذ 60 عاما في الجمعية العامة.
الخميس القريب: خطاب هام للرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر تقنية الفيديو بسبب منع الحكومة الأمريكية دخوله لنيويورك، ويتزامن هذا الخطاب مع تسونامي اعترافات عالمية بدولة فلسطين. مقابل هذا الخطاب يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نيويورك بعد عطلة رأس السنة، حيث سيعقد لقاءات ثنائية مع قادة كل من الأرجنتين وصربيا وباراغواي.
الجمعة 26 أيلول: كلمة نتنياهو أمام الجمعية العامة عند الساعة 16:00 بتوقيت القدس
الثلاثاء 29 أيلول: رحلة نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس ترامب في البيت الأبيض، لمناقشة رد إسرائيل على موجة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، احتمالات فرض "السيادة الإسرائيلية"، استمرار الحرب في غزة، وبحث ملف استعادة الرهائن، وجهود التوصل إلى اتفاق مع سوريا. وقد أشار نتنياهو إلى تقدم ملموس في المفاوضات لكنه وصفها بأنها "رؤية لموعد لاحق".