إنجاز غير مسبوق: نقل آني للمعلومات بين حاسوبين دون كابلات

تطور علمي غير مسبوق بعد نجاح تجربة أول عملية نقل آني للمعلومات بين حاسوبين يعملان بتقنية الحوسبة الكمية

راديو الناس|
1 عرض المعرض
الحوسبة الكمومية
الحوسبة الكمومية
الحوسبة الكمومية
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
في تطور علمي وصفه الخبراء بأنه قفزة نوعية في تاريخ التكنولوجيا والاتصالات، أعلن باحثون عن نجاح أول عملية نقل آني للمعلومات بين حاسوبين يعملان بتقنية الحوسبة الكمية، وذلك بالاعتماد على ظاهرة التشابك الكمي التي حيّرت العلماء لعقود، وسبق أن وصفها ألبرت آينشتاين بـ"الفعل المخيف عن بُعد".
ورغم أن مصطلح "النقل الآني" قد يذكّر بمشاهد الخيال العلمي حيث تنتقل الأجسام فورياً من مكان لآخر، إلا أن ما تحقق يقتصر على نقل معلومات كمية (كيوبتات) بين معالجين كموميين، بطريقة غير مسبوقة تُعد الأولى من نوعها عالميًا، بحسب تقرير لموقع Ecoportal نقله موقع العربية Business.
كيف تم النقل دون كابلات أو ألياف؟
العملية لم تتضمن انتقالًا مادياً، بل تم نقل الكيوبتات باستخدام تشابك كمومي بين أيونات، دون الحاجة إلى أي وسائط مادية كالكابلات أو الألياف الضوئية.
الفريق البحثي من جامعة أكسفورد استخدم تقنية تُعرف باسم "مصيدة الأيونات"، حيث يتم توجيه أشعة ليزر دقيقة إلى أيونات معلّقة داخل حقل كهرومغناطيسي. ومن خلال ضبط حالة التشابك بين هذه الأيونات، تمكّن العلماء من تنفيذ عملية النقل الآني بنجاح.
مستقبل الإنترنت الكمومي
رغم أن الحوسبة الكمية لا تزال في مراحلها التجريبية، فإن هذا الإنجاز يمثل نقطة تحوّل مفصلية قد تؤدي إلى ولادة ما يُعرف بـ"الإنترنت الكمومي".
في هذا العالم الجديد، يُمكن نقل البيانات بشكل لحظي وآمن تمامًا، مع مستويات تشفير لا يمكن اختراقها، ما يفتح الباب أمام استخدامات في مجالات حساسة مثل الأمن القومي، الرعاية الصحية، والبنية التحتية الذكية.
بين الخيال والواقع
مجلة Science Alert أكدت أن هذا التقدم يُمهّد لإنشاء شبكات كمومية فائقة السرعة، تتيح تواصلًا آنيًا بين الأجهزة الكمومية حول العالم، دون أي تأخير أو فقدان للبيانات.
هذا الإنجاز يُقرب البشرية أكثر من تحقيق حلم الخيال العلمي، ويضع العالم على مشارف ثورة تكنولوجية جديدة قد تعيد تعريف مفاهيم الاتصال والمعلومات.