شهدت الساحة السياسية والأمنية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية تطورات متسارعة خلال الساعات الماضية، تمثلت في تقديم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو طلبًا للعفو الرئاسي، وسط استمرار محاكمته وما يرافق ذلك من ردود فعل سياسية وشعبية لافتة. في المقابل، تواصلت العمليات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية، فيما أعلنت الشرطة حملات واسعة ضد شبكات إجرامية داخل إسرائيل.
ملف العفو عن نتنياهو بين القانون والسياسة
قال مكتب الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إن الرئيس لم يضع أي شروط بشأن طلب العفو الذي قدمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، موضحًا أن الملف نُقل للحصول على آراء قانونية ولم تبدأ مناقشته بعد. وأكد المكتب أن الرئيس لن يخضع لأي ضغوط، وأنه سيبحث الطلب بمسؤولية واستنادًا إلى الموقف القانوني.
وكان نتنياهو قد قدّم أمس طلبًا رسميًا للعفو، في ظل محاكمته بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، مشيرًا إلى أن استمرار محاكمته يشكل سببًا للانقسام الداخلي، وأن مثوله للشهادة ثلاث مرات أسبوعيًا “أمر غير ممكن” في ظل الظروف الأمنية.
مصادر مطلعة أكدت أن نتنياهو تردد حتى اللحظة الأخيرة بين طلب التأجيل أو التوجه نحو العفو، إلا أن تقديرات فريقه رجّحت خيار العفو باعتباره أكثر قابلية للقبول لدى الرئيس من المحاكم.
وفي خطوة لافتة، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف-ميارا ستبدي رأيًا في الطلب، رغم أنها ليست طرفًا أصيلاً في إجراءات العفو، وذلك بسبب استمرار المحاكمة ومساعي الرئيس لدفع صفقة ادعاء.
من المتوقع أن تتواصل المحاكمة في مواعيدها، على أن يمثل نتنياهو اليوم للاستجواب المضاد، بينما لم يُعلن وزير القضاء ياريف ليفين موقفه بعد.
مواقف سياسية وتظاهرات في تل أبيب
تباينت ردود الفعل على طلب العفو، إذ أعلن رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت دعمه لاتفاق مُلزم يُنهي المحاكمة مقابل اعتزال نتنياهو الحياة السياسية.
في المقابل شدد رئيس المعارضة يائير لبيد على أن العفو غير ممكن دون اعتراف صريح بالذنب واعتزال فوري للحياة السياسية.
وتظاهر العشرات أمام منزل الرئيس هرتسوغ في تل أبيب احتجاجًا على الطلب، وسط شعارات من بينها: “لا عفو لمن دمّر الدولة”.
غزة: جثامين جديدة واتصالات لوقف النار
أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة وصول ثلاثة جثامين لفلسطينيين بعد مقتلهم بنيران الجيش الإسرائيلي خلال الـ24 ساعة الماضية، مع الإشارة إلى وجود ضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الطرقات.
وفي سياق الجهود الدبلوماسية، زار رئيس جهاز الشاباك دافيد زيني القاهرة والتقى وزير المخابرات المصري حسن رشاد، حيث بحثا المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
اقتحامات في الضفة وحواجز تخنق الحركة
في الضفة الغربية، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا أن قوات إسرائيلية أعاقت حركة المواطنين في قلقيلية عبر حاجز عسكري على المدخل الشرقي للمدينة. كما اقتحمت قوات أخرى بلدة سبسطية شمال غرب نابلس، واندلعت مواجهات في عقربا جنوب المدينة خلال عملية اقتحام مماثلة.
ضربة للجريمة المنظمة
أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن حملة واسعة استهدفت شبكات إجرامية، مشيرة إلى مداهمة عشرات المواقع واعتقال أكثر من 30 مشتبهًا بعد تحقيق سري استمر عامًا كاملاً في قضايا الابتزاز وجباية الإتاوات والتلاعب بالمناقصات.
وتعتزم الشرطة الكشف عن مزيد من التفاصيل خلال مؤتمر صحفي موسّع صباح اليوم في مقر مديرية الجليل.