اعتقلت الشرطة الإسرائيلية شابًا عربيًا بشبهة نشر منشورات تحمل تهديدات وتحريضًا مباشرًا على قتل رئيس القائمة العربية الموحدة والنائب في الكنيست الدكتور منصور عباس. وجاء الاعتقال بعد رصد منشورات عبر شبكات التواصل الاجتماعي تضم عبارات تهديدية اعتُبرت ذات طابع خطير.
وفي الوقت الذي بثّت فيه وسائل إعلام عبرية أن منظومة الأمن في الكنيست تحركت بعد تقديم شكوى رسمية من قبل النائب عباس، خرج الأخير لينفي بشكل قاطع أي علاقة له بالإجراءات القانونية المتخذة ضد الشاب.
عباس: لا ازدواجية في الخطاب والجمهور العربي هو المستهدف الأول
هذا النهار مع شيرين يونس وفراس خطيب
14:22
عباس: لم أقدم شكوى ضد أحد وندعو إلى ضبط النفس
وفي حديث لراديو الناس، قال عباس إنه علم بالاعتقال فقط من الإعلام ومن فريقه البرلماني المكلف بمتابعة أمن أعضاء الكنيست، موضحًا:"أنا شخصيًا لم أتقدّم بأي شكوى ضد أي شخص، ولا أعرف الشاب المعتقل ولا تفاصيل القضية بعد. نحن لا نسعى لمعاقبة أبناء مجتمعنا، ويدنا دائمًا ممدودة للصلح والتسامح".
وشدّد عباس على رفضه التام لخطابات الكراهية والعنف السياسي، مؤكدًا أنه في السابق رفض رفع دعاوى قذف وتشهير حتى بحق من أساؤوا إليه، مضيفًا: "الاختلاف السياسي مشروع، لكن ليس هناك مكان للتحريض أو العنف السياسي. مجتمعنا يعاني أصلًا من الجريمة، ويجب ألا نسمح بانتقالها إلى الساحة السياسية".
وأشار إلى أن الاعتقال، جاء نتيجة متابعة من ضابط الكنيست المسؤول عن أمن الأعضاء، مؤكدًا أنه لم يتلقَّ أي إخطار رسمي من الشرطة بهذا الشأن.
اتصالات من عائلة الشاب ووساطة محتملة
وكشف عباس أن عائلة الشاب تواصلت مع قيادات في الحركة الإسلامية طلبًا للمساعدة، قائلًا:"نحن لا نطالب بعقاب أحد، ومن أخطأ فليعتذر وتُنهي القضية. لا نريد إيذاء أي شخص من أبناء مجتمعنا."
تطورات سياسية داخل الموحدة: نحو استقلالية تنظيمية عن الحركة الإسلامية
وفي سياق آخر، تطرق عباس خلال المقابلة إلى الجدل الذي أثارته تصريحاته الأخيرة حول توجه القائمة العربية الموحدة نحو الاستقلالية التنظيمية عن مجلس شورى الحركة الإسلامية، مؤكدًا أن هذا الأمر "تطور طبيعي" وليس ردًا على ضغوط سياسية أو تحريض من قيادات يمينية مثل نتنياهو وسموتريتش.
وأوضح:"القائمة العربية الموحدة ولدت من رحم الحركة الإسلامية وستبقى كذلك، لكنها اليوم تمثل جمهورًا أوسع من أبناء مجتمعنا، بما فيهم من لا ينتسبون للحركة الإسلامية. من حق هؤلاء أن يكونوا شركاء في المؤسسات واتخاذ القرار".
وبيّن أن النظام الأساسي للحركة يتيح هذا التحول منذ عامي 2004-2005، لكن اتساع التمثيل السياسي للموحدة التي تضم اليوم خمسة نواب سرّع الحاجة لتفعيل هذا القرار.
لا ازدواجية في الخطاب والجمهور العربي هو المستهدف الأول
وردًا على اتهامات بازدواجية الخطاب بين ما يقال للجمهور العربي وما يوجَّه للمجتمع اليهودي، قال عباس إن رسائل الموحدة واضحة وواحدة:"ما نقوله بالعربية نقوله بالعبرية. ولكن بالتأكيد، المجتمع اليهودي معني بهذا التطور بحكم الوزن السياسي للقائمة العربية الموحدة في الساحة الإسرائيلية".
وأكد أن الموحدة ستبقى محافظة على هويتها الإسلامية والقيم التي انطلقت منها، وفي الوقت ذاته ستكون حاضنة لجميع فئات المجتمع العربي بما فيها المسيحيون والدروز.
حول استطلاعات الرأي واحتمال العودة إلى "قائمة مشتركة"
وحول ما نشر عن استطلاع يفيد بعدم اجتياز الموحدة لنسبة الحسم، نفى عباس ذلك بشكل قاطع قائلاً:"القائمة العربية الموحدة هي القوة الوحيدة التي تجتاز نسبة الحسم بأريحية وفق حقيقة ميدانية معروفة. كنا وما زلنا نؤيد قائمة عربية مشتركة قوية ضمن تحالف تقني يُبحث في فترة الانتخابات".

