مجيب حجازي ووحيد ياسين: شهادات مؤثرة من طمرة
في شهادة مؤلمة أدلى بها لـراديو الناس، تحدث قاسم أبو الهيجاء، والد المرحومة منار أبو الهيجاء وجَدّ الطفلتين شذى وحلا خطيب، عن اللحظات التي علم فيها بالكارثة التي ألمّت بعائلته بعد سقوط صاروخ على منزلهم في مدينة طمرة، مؤكدًا أنه لا يزال عاجزًا عن تصديق ما حدث.
قاسم ابو الهيجاء والد المرحومة منار وجد الطفلتين
"الفاجعة أكبر من أن تُستوعب،مؤلم جدًا جدًا. لكنني مؤمن بقضاء الله وقدره، ولا أعترض على حكمه"، قال أبو الهيجاء، مضيفًا: "كنت دائمًا أقول لأهل الحارة أن يستمعوا إلى صفارات الإنذار ويلتزموا بالتعليمات، لكن أحيانًا لا يكون ذلك كافيًا، فالصاروخ كان مدمرًا وطويل المدى".
وأكد أن ابنته، منار، كانت زوجة المحامي رجا خطيب، وأنها فقدت حياتها مع ابنتيها:"شذى، الطالبة الجامعية المتفوقة، كانت في العشرين من عمرها، والفتاة الثانية رزان – نجت بأعجوبة – أما الصغيرة، فهي لا تزال في الصف الثامن. فقدنا ثلاثة من أعز الناس، وأنا ما زلت حتى اللحظة غير قادر على استيعاب ذلك".
وتحدّث أبو الهيجاء عن اللحظة التي علم فيها بوقوع الكارثة:"سمعنا صوت انفجار ضخم، فاتصل بي صهري رجا وقال لي: 'عمي، الصاروخ نزل علينا، العائلة راحت'".
وفي ختام حديثه، وجه نداءً مؤثرًا:"الحرب لا تُنهي شيئًا، الطاولة هي التي تحل المشاكل. كفى حروبًا، كفى موتًا،نحن كعرب ويهود في هذا البلد يجب أن نرفع صوتنا ضد هذا الجنون".
شهادات من سكان الحي
ما زالت مدينة طمرة تعيش أجواء من الحزن والذهول بعد الفاجعة التي ألمّت بها مساء السبت، إثر سقوط صاروخ مباشر على منزل سكني، ما أسفر عن مقتل منار أبو الهيجاء حجازي خطيب وابنتيها حلا وشذا، وقريبتهن منار ذياب، إلى جانب أضرار جسيمة لحقت بالمباني المجاورة.
انفجار مرعب
وفي حديث لمراسل راديو الناس من قلب الحيّ، قال وحيد ياسين، أحد سكان الحيّ:"عندما دوت صفارات الإنذار نزلت مع زوجتي إلى الملجأ. بعد ثلاث دقائق فقط سمعنا انفجارًا هائلًا وشعرت أن بيتي انهار، والصوت كان مرعبًا. خرجت بعد ذلك لأجد المنزل مقلوبًا لا يصلح للسكن".
وأضاف ياسين أن لحظة الخروج كانت صادمة:"رأيت بيت جاري مدمرًا تمامًا. كانت هناك فتاة على السطح تصرخ، هدأتها وطلبت من الشباب أن يساعدوها. لكن الحقيقة أننا فقدنا أعزّ الجيران، الناس الطيبة التي يتمناها كل إنسان".
خسرنا أعز الناس
وتحدث بحرقة عن الضحايا، قائلًا:"كانوا خلقًا وأخلاقًا، تعاملهم معنا كإخوة. منار اشترت سيارة جديدة قبل شهر فقط، كانت تخطط لمستقبل جميل ، لم نكن نعلم أن القدر يخفي لنا مأساة كهذه".
وأكد ياسين على أهمية الالتزام بالتعليمات الأمنية:"لا يمكن الاستهتار. كل شخص مسؤول عن حياته وأطفاله. لو لم أكن في الملجأ لكنت اليوم في عداد الضحايا، رأيت ما حدث في بيتي بأمّ عيني".
الرجاء الالتزام بالتعليمات
من جانبه، قال المواطن مجيب حجازي من سكان المنطقة:"كنا خارج المنزل حين سمعنا صوت الانفجار، عدنا مسرعين إلى الملاجئ، الصاروخ ضرب جيراننا بشكل مباشر. الشظايا تطايرت، وأصابت حتى وجوه الأطفال وزوجتي".
وأضاف:"هذه العائلة كانت من أطيب الناس. نتعلم من مصابهم الصبر، لكنّ الفاجعة كبيرة. لم نتخيل يومًا أن نعيش شيئًا كهذا في حيّنا".
ووجّه حجازي رسالة واضحة للمواطنين:"أرجوكم، لا تقتربوا من مناطق الإصابة، ولا تتجمهروا. هناك فرق إنقاذ، وهناك مخاطر حقيقية قد لا ترونها. الغاز والحرائق قد تفتك بمن يقترب".
تعيش طمرة يومًا ثقيلًا بالحزن، بينما يتوافد الأهالي والجيران لتقديم التعازي، وسط دعوات لرفع مستوى الوعي والالتزام بتعليمات الأمان، علّها تجنّب المدينة مزيدًا من الخسائر في ظل الوضع الأمني المتصاعد.
First published: 08:51, 15.06.25