السينما السعودية تختبر هشاشة الإنسان عبر رهين سخرية تنبع من الضيق

يقدّم الفيلم السعودي رهين معالجة كوميدية خفيفة لأزمة إنسانية عميقة عبر شخصية تتخبط بين الديون والخيارات الخاطئة.

1 عرض المعرض
السينما السعودية تختبر هشاشة الإنسان عبر رهين سخرية تنبع من الضيق
السينما السعودية تختبر هشاشة الإنسان عبر رهين سخرية تنبع من الضيق
السينما السعودية تختبر هشاشة الإنسان عبر رهين سخرية تنبع من الضيق
(صورة شاشة)
يحضر فيلم رهين في مهرجان البحر الأحمر السينمائي كأحد أبرز أعمال الموجة السعودية الجديدة، التي تعتمد على قصص يومية بسيطة ممزوجة بروح ساخرة قريبة من الجمهور. امتلأت القاعة الرئيسية قبل العرض بنصف ساعة، في مشهد يعكس توقّع جمهور المهرجان لمتابعة عمل يتبنّى أسلوب تلفاز 11 القائم على الحكايات المحلية والشخصيات المألوفة.
كوميديا من داخل الورطة
تنطلق حبكة الفيلم من شخصية سطّام، الشاب الغارق في الديون والمشاريع الفاشلة والعلاقات العائلية المربكة، فيجد نفسه محاصراً بخيارات ضيقة تدفعه نحو خطة يائسة: خطف والده وطلب فدية للنجاة من أزمته المالية. ومن هذه اللحظة، يفتح الفيلم باباً واسعاً للضحك المتولد من ارتباك البطل، لا من الموقف ذاته، حيث تتعمّق الورطة مع كل خطوة غير محسوبة.
الفيلم، من إخراج أمين الأخنش وإنتاج عبد الله عرابي، لا يتكئ على صراعات ضخمة، بل على تفاصيل صغيرة تتسلسل منها المواقف الكوميدية. وتبقى الشخصية المركزية هي المحرك الأساسي، إذ ينهض سطّام بالعبء الدرامي كاملاً ويمنح الحكاية روحها.
سطّام… رجل هشّ على حافة الانفجار
يجسّد محمد الدوخي شخصية سطّام بطبقة من السخرية الذاتية، مقدّمًا صورة شاب يعيش على الحافة: ديون تثقل كاهله، مشاريع تنهار، علاقة مضطربة مع الأب، وشعور دائم بأنه غير مقدَّر في محيطه. هذه الخلفية تجعل كل قرار يتخذه مشحوناً بالارتجال والخوف، ما يحوّل الشخصية إلى مادة كوميدية نابعة من هشاشتها لا من مبالغات مفتعلة.
تشابهات مع مندوب الليل
يعيد الفيلم تقديم الدوخي في قالب قريب من أدائه في مندوب الليل، حيث البطل المهمّش الذي يواجه ضغطاً مالياً وعلاقة معقدة مع الأب، ويلجأ إلى طرق غير مشروعة. لكن الفارق أن مندوب الليل ينزلق نحو السوداوية، بينما يميل رهين إلى السخرية، ما يمنح الدوخي مساحة أوسع لاستثمار الانكسار في توليد كوميديا واقعية.
ضحك يولد من الداخل
لا يعتمد رهين على الكوميديا المباشرة، بل على بناء سرد ينطلق من حالة نفسية مضغوطة. كل حدث ينمو من داخل سطّام، وكل تعقيد يتصاعد نتيجة ارتباكه، لا نتيجة حبكة خارجية مفتعلة. وهذا ما يجعل أداء الدوخي محورياً في إبقاء الشخصية حيّة وقابلة للمتابعة حتى اللحظة الأخيرة.
ومع اقتراب عرض الفيلم على منصة نتفليكس، يبدو واضحاً أن رهين يندرج ضمن موجة سعودية تتشكل تدريجياً، تعتمد على القصص القصيرة، والشخصيات المأزومة، وحس كوميدي واقعي لا يبالغ ولا يتصنّع، بل يعبّر عن ضغوط الإنسان في حياته اليومية.