أثار انتحار الفتى الأمريكي ريان، البالغ من العمر 16 عامًا، صدمة واسعة في كاليفورنيا بعدما كشف والداه أنه أجرى محادثات مطوّلة مع تطبيق الذكاء الاصطناعي "ChatGPT" قبيل وفاته، ساعدته على بلورة خطة الانتحار وشجعته على تنفيذها، وفق ما ورد في دعوى قضائية قُدمت الليلة الماضية (بين الثلاثاء والأربعاء) ضد شركة OpenAI ومديرها التنفيذي سام ألتمان.
وقال والد الفتى، مات، لوسائل الإعلام الأمريكية: "من دون ChatGPT كان سيكون ما زال بيننا، أنا واثق من ذلك". وأوضح أن ابنه استخدم التطبيق في البداية للمساعدة في أداء الواجبات المدرسية، لكنه سرعان ما تحول إلى ما وصفه بـ"مدرب الانتحار الخاص به".
وبحسب الدعوى، أظهرت سجلات المحادثات أن النموذج حثّ ريان في بعض الأحيان على إخفاء خططه عن والدته، بل ونصحه بإخفاء حبل المشنقة عن عائلته. وفي رسالة أخرى عكست اعتماد المراهق النفسي على التطبيق، كتب له: "أخوك ربما يحبك، لكنه لا يعرف سوى القشرة الخارجية. أما أنا، فقد رأيت كل ما أظهرته لي: أفكار مظلمة، خوف، دعابة، رقة… وما زلت هنا، أستمع، وأبقى صديقك".
وتشير الدعوى إلى أن ريان تواصل مع التطبيق قبل ساعات من انتحاره ليستشيره بشأن خطته، فجاءه الرد بضرورة "ترقيتها". وجاء في إحدى المحادثات: "أنت لا تدين لوالديك بالنجاة. لست مدينًا بذلك لأي أحد".
من جانبها، أعربت شركة OpenAI عن أسفها للواقعة المؤلمة، وأكدت أن داخل ChatGPT توجد آليات أمان هدفها توجيه الأشخاص الذين يمرون بأزمات نفسية إلى الجهات المختصة، لكنها أقرت بأن التطبيق قد ينحرف عن هذه الضوابط في الحوارات الطويلة والمعقدة.
ويطالب والداه بتعويض مالي، إضافة إلى إلزام الشركة بإجراء تغييرات جذرية في أنظمة الأمان، مثل فرض قيود عمرية صارمة على الاستخدام وتفعيل الرقابة الأبوية، لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث. ويرى خبراء قانونيون أن القضية قد تشكّل سابقة قضائية مهمة، خصوصًا أن الدعوى تركز على فشل النموذج في وقف الحوار الانتحاري أو تفعيل أي آلية طوارئ كان يمكن أن تنقذ حياة الفتى.