في بيان رسمي صدر صباح اليوم، أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس جوزيف عون وجّه تعليمات إلى قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، بالتصدي لأي توغل إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية المحررة، مؤكدًا أن “الجيش اللبناني ملتزم بالدفاع عن سيادة لبنان وسلامة مواطنيه بكل الوسائل المتاحة”.
وأضاف البيان أن هذا التوجيه يأتي في إطار حرص القيادة اللبنانية على حماية الحدود الجنوبية ومنع أي انتهاك للسيادة اللبنانية، مشيرًا إلى أن الرئاسة تتابع التطورات الميدانية “بدقة وبالتنسيق الكامل مع الأجهزة الأمنية المختصة”.
 توغل إسرائيلي حتى مبنى بلدية بليدا
ويأتي البيان الرئاسي عقب حادث توغل قوة من الجيش الإسرائيلي لمسافة تجاوزت الألف متر داخل الأراضي اللبنانية، وصولًا إلى مبنى بلدية بلدة بليدا الحدودية في الساعات الأولى من فجر اليوم.
وقالت مصادر لبنانية إن القوة الإسرائيلية انسحبت لاحقًا من الموقع، فيما أسفر الحادث عن مقتل مواطن لبناني يعمل موظفًا في البلدية، بحسب ما أفادت به المصادر المحلية.
وذكرت تقارير ميدانية أن القوة الإسرائيلية انسحبت تحت تغطية نيران كثيفة، وسط استنفار من الجيش اللبناني ووحدات حزب الله في المنطقة الجنوبية، التي شهدت خلال الساعات الأخيرة تحليقًا مكثفًا للطائرات الإسرائيلية المسيّرة.
 توتر متصاعد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية
ويُعد هذا التطور الأخطر منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل تزايد الحديث داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن إعادة ترميم قدرات حزب الله العسكرية جنوب لبنان.
ويرى مراقبون أن هذه المؤشرات قد تمهد لمواجهة ميدانية جديدة على الجبهة اللبنانية، في وقت تستمر فيه الغارات الإسرائيلية والخروقات الجوية والبرية بشكل شبه يومي.
وبحسب إحصاءات لبنانية رسمية، أدّت الاعتداءات الإسرائيلية منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار إلى مقتل نحو 300 شخص، بينهم عناصر وقادة ميدانيون من حزب الله ومدنيون لبنانيون.
استهداف البنى التحتية ومنع إعادة الإعمار
وفي سياق متصل، كثّفت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة من استهداف الآليات الهندسية ومعدات إعادة الإعمار، بما في ذلك الجرافات والحفارات في البلدات الجنوبية، في خطوة وصفتها الأوساط اللبنانية بأنها محاولة لمنع أي جهد لإعادة إعمار المناطق المتضررة جراء القصف الأخير.
وختم البيان الرئاسي بالتشديد على أن لبنان يحتفظ بحقه الكامل في الدفاع عن أرضه وشعبه بكل الوسائل المتاحة وفق ما تنص عليه المواثيق الدولية.


