تشير تقارير مالية جديدة إلى أن شركة "ميتا" المالكة لفيسبوك وإنستغرام، قدّمت صورة مالية إيجابية في بياناتها الرسمية، رغم وجود إشارات مثيرة للقلق في التفاصيل الدقيقة، خاصة حول طريقة احتساب تآكل قيمة أجهزتها التكنولوجية.
كيف تحقّق أرباحًا رغم زيادة النفقات؟
رغم أن الشركة تستثمر حاليًا بمبالغ ضخمة في البنية التحتية والذكاء الاصطناعي، إلا أن مصروفاتها على "الاستهلاك المحاسبي" أي تقدير انخفاض قيمة المعدات مع الوقت انخفضت بشكل مفاجئ في بداية عام 2025، بعد أن كانت ترتفع بشكل منطقي طوال عام 2024.
ويعود السبب إلى قرار داخلي من "ميتا" بتمديد العمر التقديري لاستخدام الخوادم من 5 سنوات إلى 5.5 سنوات، مما يعني تقليل المبلغ الذي تحتسبه الشركة كمصروف استهلاك في كل ربع سنة، وبالتالي تظهر أرباح أكبر في التقارير دون أن تتغيّر فعليًا كميات الأموال الداخلة أو الخارجة.
لماذا هذه الأرقام قد تكون مضللة؟
هذا التعديل لم يُذكر بشكل واضح في البيانات الصحفية أو العروض التقديمية للمستثمرين، بل فقط في الهامش رقم 1 في التقرير المالي الرسمي المفصل وهو مستند لا يقرأه إلا قلة من المستثمرين المحترفين.
وبينما يعتقد بعض المحللين أن التغيير قانوني ومحسوب، إلا أن منتقدين يرون فيه محاولة لصياغة قصة مالية جذابة للمستثمرين على حساب الشفافية. فالرّبح المحاسبي ارتفع، لكن تدفق الأموال الفعلي من العمليات تراجع بنسبة 21% في نفس الفترة.
دروس للمستثمرين
ما حصل مع "ميتا" ليس جديدًا ولا فريدًا، إذ أن شركات تقنية كبرى سبقتها إلى تغيير قواعد الاستهلاك المحاسبي لنفس الأهداف. ولكن ما يوصي به الخبراء هو أن لا يكتفي المستثمرون بقراءة العناوين والعروض التقديمية، بل الغوص في البيانات الحقيقية لأن الأرقام لا تكذب، لكن قد يُعاد تفسيرها بطريقة تخدم الرواية التي تريد الإدارة أن يصدقها السوق