حذّر وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اليوم (الاثنين)، من أنّ تهجير سكان قطاع غزة يعد "خطا أحمر" بالنسبة للقاهرة ولن تسمح به. وقال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" من مدينة العريش في شمال سيناء إن مصر تتحرك عبر "قنوات مختلفة بهدف واحد هو التخفيف من العبء والمعاناة عن الفلسطينيين".
وأضاف: "لن نقبل بذلك، ولن نشارك فيه، ولن نسمح بحدوثه". وأوضح أن التهجير يعني "تذكرة باتجاه واحد" لسكان غزة، وهو ما سيقود في النهاية إلى "تصفية" القضية الفلسطينية.
جاءت تصريحات الوزير المصري على خلفية مواقف إسرائيلية، بينها لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي تدعو إلى ما تصفه بـ"الهجرة الطوعية" من القطاع. وقد ازدادت هذه الدعوات بعد أن أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرح الفكرة مطلع العام مع عودته إلى البيت الأبيض.
وخلال زيارته اليوم للجانب المصري من معبر رفح برفقة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، قال عبد العاطي إن سكان غزة "يواجهون واحدة من المآسي الإنسانية الأكثر مأساوية في العصر الحديث"، مؤكدا أن القاهرة تقف متضامنة مع الفلسطينيين في "مساعيهم لنيل حقوقهم المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولتهم المستقلة وإنهاء الحرب على غزة".
وأضاف: "موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت ولن يتغير. نحن نرفض بشكل قاطع أي محاولة أو أي خطة للتهجير أو المساس بوجود الفلسطينيين على أرضهم، سواء عبر فرض وقائع سياسية أو ديموغرافية جديدة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، بما في ذلك النوايا المعلنة للبقاء في غزة أو التصريحات غير المسؤولة التي تدعو إلى ضم الضفة الغربية أو أوهام (إسرائيل الكبرى)".
وأشار إلى أن "مصر وحدها أدخلت 70% من إجمالي المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ بدء الحرب، أي أكثر من 550 ألف طن من المساعدات"، موضحا أن "أكثر من خمسة آلاف شاحنة مساعدات متوقفة عند الجانب المصري من معبر رفح بانتظار الدخول إلى غزة، لكن إسرائيل تفرض قيودا وتمنع دخولها".
وختم قائلا: "أشدد على ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن ودون شروط إلى جميع مناطق قطاع غزة".