تشير موجة الجفاف المستمرة هذا العام حتى الآن، إلى أن موسم الأمطار 2024-2025 سيكون من بين الأكثر جفافًا في تاريخ البلاد، وذلك وفقا للخدمات المناخية في دائرة الأرصاد الجوية.
وأوضح تقرير الأرصاد الذي صدر اليوم (الاثنين)، أنه رغم أن شهر فبراير/شباط كان أكثر برودة من المعدل المعتاد، إلا أن كميات الأمطار التي هطلت في معظم المناطق كانت أقل بكثير من المعدل الشهري.
وينضم فبراير بذلك إلى شهر يناير/كانون الثاني، الذي كان جافًا بشكل استثنائي، وكذلك إلى الجزء الأول من موسم الأمطار الذي لم يكن ممطرًا بشكل خاص، مما يجعل إجمالي كميات الأمطار منذ بداية الموسم أقل بكثير من المتوسط.
ففي الجليل الأعلى، وهضبة الجولان ووادي الحولة، كانت كميات الأمطار المتراكمة منذ بداية الموسم منخفضة بشكل استثنائي مقارنة بالمواسم السابقة، ولم يُسجل موسم أكثر جفافًا منذ 80 عامًا سوى في 2013-2014.
وتظهر بيانات الهطول أن الجفاف الحاد يبرز بشكل خاص في شمال البلاد، حيث لم تتجاوز كميات الأمطار في الجليل والجولان ووادي الحولة وبحيرة طبريا نسبة 30% إلى 50% من المعدل الشهري. وعلى طول الساحل الشمالي، تراوحت النسبة بين 60% و75%، بينما سجلت منطقة الكرمل 75% إلى 90% من المعدل.
وأشار التقرير إلى أن هذا الموسم يتميز بظاهرة نادرة تتمثل في تسجيل شهرين رئيسيين في الشتاء بمعدلات هطول منخفضة للغاية، وهو أمر لم يحدث منذ بدء القياسات قبل أكثر من 80 عامًا.
ويبرز الجفاف أيضًا في عدد الأيام الممطرة منذ بداية الموسم، إذ سُجل في شمال البلاد والساحل 25 إلى 30 يومًا ممطرًا، مقارنةً بمتوسط 40 يومًا في الشمال و35 يومًا في المركز.
ويُعد نقص الأمطار في شمال شرق البلاد (الجليل الأعلى الشرقي، ووادي الحولة، وهضبة الجولان) أمرًا استثنائيًا.
وبمقارنة كميات الأمطار المتراكمة حتى نهاية فبراير الماضي بالمواسم السابقة على مدار الـ85 عامًا الماضية، يتضح أنه لم يكن هناك سوى موسم أو موسمين شهدا مستويات مماثلة أو أسوأ من الجفاف، أبرزها 2013-2014، وأحيانًا 1998-1999 أو 1959-1960.
وفي الجولان، حيث بدأت القياسات في السبعينيات أو الثمانينيات، يعتبر هذا الموسم الأكثر جفافًا منذ بدء التسجيلات المناخية.