نصف مليون مسافر في أيام قليلة: انتعاش لافت لحركة السفر مع اقتراب الأعياد

الخبير نادر جرايسي لراديو الناس: الطلب على السفر ارتفع بأكثر من 50%، والمطار بات أكثر جاهزية رغم تحديات متوقعة

1 عرض المعرض
مطار اللد - صورة عامة
مطار اللد - صورة عامة
مطار اللد - صورة عامة
(flash90)
تشهد حركة السفر خلال الأيام الأخيرة انتعاشًا ملحوظًا، مع تسجيل عبور نحو نصف مليون مسافر خلال فترة قصيرة، في مؤشر واضح على عودة السياحة تدريجيًا إلى مسارها الطبيعي بعد سنوات من الاضطرابات.
جرايسي: الطلب على السفر ارتفع بأكثر من 50%، والمطار بات أكثر جاهزية رغم تحديات متوقعة
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
07:22
وفي هذا السياق، قال الخبير في مجال السياحة والسفر، نادر جرايسي، في حديث لراديو الناس، إن “الأرقام باتت واضحة، والطلب على السفر أصبح أمرًا أساسيًا لدى شريحة واسعة من الناس، بل يفوق المواسم السابقة، مع زيادة تُقدّر بأكثر من 50% مقارنة بالعام الماضي”.
وأضاف جرايسي: “نحن نفرح بسماع هذه الأرقام، لأنها تعكس عودة السياحة إلى وضعها الطبيعي، رغم أننا ما زلنا نواجه تحديات عديدة. السياحة بالنسبة لنا انفتاح، ونأمل أن يجلب هذا الانفتاح سلامًا وابتسامة، وأن نعود إلى حياتنا الطبيعية”.

جاهزية المطار وتحسّن الأداء

وحول قدرة المطار على استيعاب هذا العدد الكبير من المسافرين، أوضح جرايسي أن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت “مشكلات عديدة على مختلف المستويات، سواء في المطار أو في مواقع أخرى”، إلا أنه أكد أن الوضع اليوم أفضل.
وقال: “المطار اليوم على أتم الاستعداد لاستقبال المسافرين ومحاولة تقديم المساعدة لهم، رغم أنه لا يمكن تفادي بعض التغييرات غير المتوقعة في برامج الطيران”. وأضاف: “الطواقم العاملة أصبحت أكثر خبرة مقارنة بالعام الماضي، وبعد مشاكل إدارية وتنظيمية، نشهد اليوم تحسّنًا تدريجيًا في الأداء”.

المعابر البرية بين الحاجة والبيروقراطية

وبشأن المعابر البرية، أشار جرايسي إلى أنها ما زالت خيارًا لبعض المسافرين، خاصة ممن يتخوّفون من السفر الجوي، لكنه لفت إلى أن “الغالبية العظمى تفضّل اليوم السفر عبر الطائرات، نظرًا للسرعة وسهولة الوصول إلى الوجهات البعيدة”.
وأوضح: “أحيانًا أصبح السفر إلى أوروبا أسهل وأسرع من السفر برًا إلى وجهات قريبة، بسبب الوقت الطويل والإجراءات المعقّدة على المعابر”. ووجّه نداءً مباشرًا إلى سلطات المعابر قائلًا: “نأمل من القائمين على المعابر، سواء الأردنية أو في منطقة سيناء، تسهيل الإجراءات، والتعامل بسرعة أكبر وابتسامة أوسع، لأن راحة المسافر تبدأ من النقطة الأولى، سواء كانت مطارًا أو معبرًا”. وانتقد جرايسي ما وصفه بـ“البيروقراطية المزعجة”، معتبرًا أنها لا تنسجم مع واقع الانفتاح السياحي، ومشدّدًا على ضرورة “التسهيل على المواطنين، وبالأخص المواطنين العرب”.

أوروبا الوجهة الأولى في موسم الأعياد

وعن الوجهات الأكثر طلبًا، قال جرايسي إن “التوجّه الأكبر هذا الموسم هو نحو السياحة الخارجية، وتحديدًا أوروبا، بسبب أجواء عيد الميلاد ورأس السنة”. وأضاف: “أسواق الكريسماس تجذب الناس بأجوائها البهيجة، والاحتفالات والموسيقى والتسوّق، وهذه الأجواء متوفرة في أوروبا أكثر من غيرها”.
وأشار إلى تفاوت الأسعار بين الدول، موضحًا أن “مدنًا مثل فيينا ساحرة في هذا الوقت، لكنها مرتفعة التكاليف”، بينما تتجه شريحة كبيرة من المسافرين إلى وجهات أقرب وبأسعار معقولة. وقال: “قبرص تتصدر الوجهات المطلوبة حاليًا، تليها اليونان، ثم هنغاريا وروما، إضافة إلى عدة دول في شرق أوروبا، التي تتميّز بانخفاض أسعارها وأجوائها الاحتفالية”.
كما لفت إلى ميزة إضافية تتمثل في استخدام مطار حيفا، قائلًا: “السفر عبر مطار حيفا أصبح أسهل لكثيرين، وهو أقرب إلى بيوتهم ويخفف عنهم عناء التنقل”.
وفي ختام حديثه، تمنى جرايسي “أن يسافر الجميع ويعودوا بسلامة، وأن تكون الأعياد مجيدة على الجميع”، معربًا عن أمله في “مزيد من التسهيلات وربما تخفيف الأسعار، حتى يتمكن الناس من الاستمتاع بالسفر ورسم الابتسامة على وجوههم”.