أطباء يحذرون: غلاء الأدوية يرهق العائلات العربية ومرضى يتنازلون عن علاجهم

المواطن حسن سرحان: من أين أؤمن المبلغ وأنا أعيش على معاش محدود من التأمين الوطني د. غريب: الحقيقة أعلى من الإحصائيات الرسمية

1 عرض المعرض
صيدلية / سوبرفارم
صيدلية / سوبرفارم
صيدلية / سوبرفارم
(فلاش 90)
يشكو مواطنون وأطباء من تفاقم معاناة المرضى في المجتمع العربي جرّاء الارتفاع المستمر في أسعار الأدوية، ما يدفع كثيرين إلى التنازل عن علاجهم أو تقليص جرعاتهم بسبب ضيق الحال.
في حديث لراديو الناس، قال حسن سرحان من بلدة مجد الكروم إن ارتفاع الأسعار بلغ مستويات غير مسبوقة جعلت الدواء "عبئًا لا يُحتمل"، مؤكداً أنّ "الغلاء حرم الناس من العلاج الذي يحتاجونه للحياة، وليس من سلع كمالية يمكن الاستغناء عنها".
حسن سرحان: من أين أؤمن المبلغ وأنا أعيش على معاش محدود من التأمين الوطني
المنتصف مع فرات نصار
04:04
وأضاف سرحان بصوت يغلب عليه القلق: "اليوم عندما تدخل الصيدلية، لا تذهب لشراء شيء للرفاهية، بل دواء تحتاجه لتعيش. لكن الأسعار ارتفعت بشكل جنوني. كنت أدفع 125 شيكلًا للأدوية الشهرية، واليوم وصلت التكلفة إلى أكثر من 550 شيكلًا، من أين أؤمن المبلغ وأنا أعيش على معاش محدود من التأمين الوطني؟".
وأوضح أن كثيرين من أصحاب الدخل المحدود اضطروا إلى التنازل عن بعض الأدوية رغم أهميتها: "لا يوجد دواء غير مهم، فلو لم يكن ضروريًا لما وصفه الطبيب. ومع ذلك، نرى الناس تتنازل عن أدوية ضرورية لتستطيع البقاء".
وأشار سرحان إلى أنّ الأزمة تفاقمت خلال العامين الأخيرين، قائلاً: "الأسعار ارتفعت في كل شيء، ليس فقط الأدوية، حتى المواد الغذائية الأساسية تضاعفت أسعارها، والمعاشات كما هي. الناس صارت بين خيارين: إما الأكل أو الدواء".

د. جورج غريب: النيبة أعلى من الإحصائيات الرسمية

د. جورج غريب: النيبة أعلى من الإحصائيات الرسمية
المنتصف مع فرات نصار
06:49
وفي السياق ذاته، أكد طبيب العائلة د. جورج غريب في حديث آخر للبرنامج أن النسبة الحقيقية لمن توقفوا عن تناول علاجهم بسبب الأوضاع المادية تتجاوز ما تشير إليه الإحصاءات الرسمية. "نلاحظ في العيادات أن كثيرًا من المرضى لا يشترون الأدوية الشهرية الخاصة بالأمراض المزمنة مثل السكري والضغط، لأنهم ببساطة لا يستطيعون تحمل التكلفة"، قال غريب.
وأوضح الطبيب أن الفجوة الاجتماعية في قطاع الصحة آخذة في الاتساع: "نحن نتجه نحو وضع يشبه النظام الأميركي، حيث يصبح العلاج متاحًا فقط للقادرين ماليًا. من لا يملك تأمينًا إضافيًا لن يتمكن من متابعة علاجه كما يجب، وهذه مأساة إنسانية".
كما كشف د. غريب أنه يبادر في عيادته بجمع الأدوية الفائضة من بعض المرضى وتوزيعها على العائلات المحتاجة، في محاولة لسد جزء من الفجوة.
وختم الطبيب حديثه محذرًا: "إذا استمرت هذه السياسة، فسنجد أنفسنا أمام أزمة صحية خطيرة داخل المجتمع العربي، لأن الدواء لم يعد متاحًا للفقراء، بل للأغنياء فقط".