قال رئيس الشاباك السابق نداف أرغمان، إن رئيس الشاباك الحالي رونين بار تحمل مسؤولية الإخفاق في 7 أكتوبر، وعليه العودة إلى منزله، لكن ليس قبل انتهاء جميع التحقيقات، بما فيها تحقيقات مكتب رئيس الوزراء الحالي، وبعد تغيير الحكومة وانتخاب رئيس جديد للشاباك، مضيفا "أعتقد أن هذه الحكومة، التي فشلت في السابع من أكتوبر، وفشلت عمومًا في الاستراتيجية التي بنتها، لا يمكن أن تكون هي من تُعيّن رئيسًا جديدًا للشاباك، لذا أخشى بشدة أن يكون تعيين هذه الحكومة، أو تعيين رئيس الوزراء، تعيينًا سياسيًا، وبالنيابة عن جهة ما".
وأشار أرغمان إلى أن الحكومة لديها الحق في تعيين وطرد رئيس الشاباك من منصبه متى ما شاءت، لكنّ النقاش هنا ليس مدى دستورية الخطوة، بل مدى أخلاقيتها. وأضاف: "إن الحكومة التي تسعى إلى اقتحام الجوانب غير الديمقراطية أو تسعى إلى إنشائها قد تستخدم هذه المنظمة لأغراض خطيرة لصالحها."
"خشية من سيطرة قطر على مكتب نتنياهو"
4 عرض المعرض


صورة تعود لحركة حماس في عام 2010 خلال أحد النشاطات للحركة في غزة
(Photo by Wissam Nassar / FLASH90)
وحول ما بات يُعرف إعلاميا بفضيحة قطر-غيت، علّق أرغمان على الموضوع بالقول، إن دولة قطر هي الممول الرئيسي لحماس على مدى العقد الماضي، وهي جزء من المحور الشيعي – وفقا لوصفه، مضيفا أنها سمحت لحماس في قطاع غزة بتأسيس "جيش الإرهاب". وأضاف "إذا نجحت، لا سمح الله، في السيطرة على مكتب رئيس الوزراء، فهذا يعني أنها تؤثر على رئيس الوزراء، ومكتب رئيس الوزراء، وسياسة دولة إسرائيل تجاه حماس عموماً، وفي صفقة المختطفين خصوصًا، لذا من وجهة نظري، يبدو الأمر كارثة، وآمل ألا يكون فيه أي شيء حقيقي".
وفي تلميح لتورط نتنياهو في القضية، أكد أنه وبمعرفته المسبقة بنتنياهو، فهو يعلم كل ما يدور بمكتبه، وأن لا شيء يحصل هناك دون موافقته. وأضاف "أول من كان ينبغي عليه التدخل ومطالبة الشاباك بفتح تحقيق في مكتب رئيس الوزراء، للتحقق من وجود صلة قطرية بمكتب رئيس الوزراء، هو رئيس الوزراء نفسه - فهو أول من كان ينبغي عليه مطالبة رئيس الشاباك بذلك، وإن لم يطالب بذلك فهذا يضع علامة استفهام كبيرة حول هذه القضية.
رفضت تمويل حماس من قطر ونتنياهو وافق
وفي المقابلة المطولة التي أجراها للقناة الثانية عشر الإسرائيلية، تطرق إلى خلفية تمويل قطر لحماس التي بدأت منذ عام 2018 عندما أوقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الميزانيات بسبب انقلاب حماس في غزة، وقال إن "اللجوء إلى القطريين وتحويل الأموال القطرية إلى قطاع غزة كان خطأً فادحًا، قلتُ ذلك في كل محفل، وكان الجميع يعلم رأيي. أيّد رئيس الوزراء القرار، ووافق عليه".
وأضاف "اشترينا السلام بأموال قطرية - كان واضحًا للجميع أن هذا الأمر سيأتي يومًا ما وقد ينفجر علينا. كان من الواضح أن هناك تصعيدًا نتيجة تحويل هذه الأموال. كان رئيس الوزراء يعلم، ومجلس الوزراء يعلم، وقد عُرضت الأمور أكثر من مرة، وليس مرتين".
وحول موقفه من قضية المختطفين واستمرار الحرب، قال أرغمان إنه يجب التوقف عن التعقيدات، مضيفا أن إسرائيل تخسر من كل الجوانب، رغم إلحاق الضرر البالغ بحركة حماس كحركة ذات قدرات عسكرية كبيرة، مضيفا "لا تزال حماس تسيطر على قطاع غزة لأننا نسمح لها بالسيطرة عليه، لأننا لم نوفر بديلًا".
سأقول كل شيء عن نتنياهو
وتابع أرغمان "علينا الانسحاب من قطاع غزة وترك منطقة عازلة حوله فقط، تُوفر لنا هامش الأمن الذي نحتاجه كما وعلينا الخروج من فيلادلفيا - لا يوجد شيء هناك، ولم يكن هناك شيء، فالأنفاق تحتها اختفت منذ زمن طويل وكان معظم التهريب يتم عبر معبر رفح، ويجب السيطرة عليه".
وحول الخطة الحكومة للانقلاب على الجهاز القضائي في البلاد، علق أرغمان بالقول إنه يجب بذل كل الجهود للحفاظ على الديمقراطية في البلاد، وتجنب المساس بالجهات الرقابية، وتمكين السلطات الثلاث من العمل، وتمكين المحكمة العليا من العمل باستقلالية، وضمان الديمقراطية الإسرائيلية.
وفي تهديد علني وغير مسبقو قال أرغمان "أنا حاليًا أحتفظ بكل ما حدث بيني وبين رئيس الوزراء في هذا المكان سرًا، وإذا لم يكن هناك خيار، سأقول كل شيء". وتابع "إذا اعتقدت أن دولة إسرائيل أو إذا توصلت إلى استنتاج أن رئيس الوزراء قرر أنه يتصرف ضد القانون، سأقول كل ما أعرفه وما أخفيته عن نفسي حتى اليوم".
نتنياهو يعقّب: تجاوز خطير للديمقراطية
وفي تعقيب له على شبكات التواصل الاجتماعي، رد نتنياهو ببيان، وصف فيه تصريحات أرغمان بتجاوز خط أحمر خطير لـ"الديمقراطية الإسرائيلية، مضيفا "لم يحدث قط في تاريخ إسرائيل وفي تاريخ الديمقراطيات أن صرّح رئيس سابق لمنظمة سرية بتهديدات ابتزازية مباشرة ضد رئيس وزراء في منصبه".
وفي تعقيبه هاجم أيضا رئيس الشاباك الحالي الذي يسعى نتنياهو لإقالته من منصبه، محاولا التلميح للتنسيق بين رئيسي جهاز الشاباك الحالي والسابق، قائلا "تضاف هذه الجريمة إلى حملة كاملة من الابتزاز والتهديد من خلال اللقاءات الإعلامية في الأيام الأخيرة، والتي أجراها رئيس جهاز الشاباك الحالي رونين بار، والهدف الوحيد هو محاولة منعي من اتخاذ القرارات اللازمة لإعادة بناء جهاز الشاباك بعد فشله المدمر في السابع من أكتوبر".
وختم تصريحه بالقول "دعونا نكون واضحين: التهديدات الإجرامية على غرار المافيا لن تردعني. سأفعل كل ما هو ضروري لضمان أمن إسرائيل".
First published: 22:18, 13.03.25