شهدت قمة ألاسكا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب طرحًا روسيًا جديدًا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، يقوم على منح موسكو السيطرة الكاملة على إقليم دونيتسك مقابل تجميد خطوط القتال في جبهات أخرى.
عرض بوتين: دونيتسك مقابل تجميد القتال
وفق ما نقل أربعة مصادر مطلعة على المحادثات، أبلغ بوتين ترامب بأنه مستعد للتنازل عن بعض المطالب الإقليمية إذا انسحبت أوكرانيا من دونيتسك، المنطقة الشرقية الحيوية التي تحتل القوات الروسية نحو 70% منها، وتشهد تقدمًا ميدانيًا سريعًا منذ نوفمبر الماضي.
وأوضح بوتين أنه في حال تلبية مطلبه الأساسي، فإنه سيجمّد العمليات القتالية في خيرسون وزابوريجيا جنوبًا، متعهدًا بعدم شن هجمات جديدة للاستيلاء على أراضٍ إضافية.
الموقف الروسي
ورغم إبداء بوتين مرونة بشأن بعض الملفات، أكد أنه لم يتراجع عن مطالبه الجوهرية المتمثلة في "معالجة الأسباب الجذرية" للصراع، بما يشمل وقف توسع الناتو شرقًا وإنهاء سيادة أوكرانيا بصيغتها الحالية. مسؤول سابق في الكرملين قال إن الرئيس الروسي أبدى استعدادًا للتسوية في بعض القضايا، بما في ذلك الأراضي، شرط ضمان معالجة هذه القضايا الجوهرية.
ترامب ينقل الرسالة ويحث على "صفقة"
عقب المحادثات، نقل ترامب رسالة بوتين إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين، بينهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي السبت. وحثّ ترامب القادة على وقف مساعيهم لإقناع موسكو بقبول اتفاق لوقف إطلاق النار، معتبرًا أن الحل يكمن في اتفاق سلام شامل.
وفي منشور عبر منصة "تروث سوشيال"، كتب ترامب: "تقرر من الجميع أن أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروعة هي التوصل إلى اتفاق سلام ينهيها نهائيًا، وليس مجرد وقف إطلاق نار سرعان ما ينهار. إذا سارت الأمور كما هو متوقع، فسنحدد موعدًا للقاء مع الرئيس بوتين."
زيلينسكي: رفض لدونيتسك وانفتاح على الحوار
المصادر أشارت إلى أن زيلينسكي لن يقبل بالتنازل عن دونيتسك، لكنه مستعد لبحث ملف الأراضي في واشنطن خلال لقائه المرتقب مع ترامب يوم الاثنين. كما قد يبدي مرونة لمناقشة الأمر في إطار اجتماع ثلاثي مع ترامب وبوتين، رغم أن الكرملين نفى مناقشة أي لقاء كهذا خلال قمة أنكوريدج.
قلق أوروبي
الطرح الروسي وتردد ترامب في الإصرار على وقف إطلاق النار أثارا قلقًا عميقًا لدى القادة الأوروبيين، الذين سبق أن أعربوا عن مخاوفهم من احتمالية قبول "تبادل أراضٍ" ضمن أي اتفاق سلام. ومع ذلك، تلقوا بعض التطمينات من ترامب عندما وعدهم بالحصول على التزام من بوتين بوقف الأعمال القتالية كخطوة أولى، بل وهدّد بـ"عواقب وخيمة" إذا رفض بوتين.
أجواء القمة
القمة التي استمرت ثلاث ساعات منحت بوتين فرصة لكسر عزلته الدولية؛ إذ استقبله ترامب في أنكوريدج بالسجاد الأحمر، وظهر وهو يتبادل المزاح معه قبل بدء المحادثات، في مشهد أثار انتقادات أوروبية واسعة.