نقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطّلع أن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني سيشارك غدًا الأربعاء في محادثات تستضيفها مصر لبحث خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بقطاع غزة.
وأوضح المسؤول أن رئيس الوزراء القطري سيلتقي خلال زيارته وسطاء دوليين، من بينهم ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، مشيرًا إلى أن الهدف من اللقاء هو دفع الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، إلى جانب التباحث حول صفقة تبادل الأسرى والرهائن.
وبدوره، قال موقع "أكسيوس" نقلا عن مسؤولين أميركيين كبار إن ويتكوف وكوشنر لن يغادرا مصر دون اتفاق على إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب في غزة
الحيّة: نريد إجراءات وضمانات
من جهته، قال خليل الحية، رئيس وفد حركة حماس المفاوض، في تصريح لقناة "القاهرة الإخبارية"، إن الوفد وصل إلى شرم الشيخ لإجراء مفاوضات مسؤولة وجادة تهدف إلى إنهاء الحرب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأضاف الحية أن إسرائيل شنت حربًا "مجنونة" على القطاع على مدار عامين، مؤكدًا أن وفد الحركة يمثل أهداف وطموحات الشعب الفلسطيني في الاستقرار، وإقامة الدولة، وتقرير المصير.
وأشار إلى أن الحركة تُقدّر الجهود التي بذلتها الدول العربية والإسلامية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أجل وقف الحرب نهائيًا، مشددًا على أن الوفد جاء بهدف مباشر يتمثل في إنهاء الحرب، وإنجاز اتفاق تبادل والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين.
وأكد الحية استعداد حركة حماس "بكل مسؤولية" لوقف الحرب، لكنه أشار إلى أن اسرائيل "تواصل القتل والإبادة وتنكث وعودها بشأن وقف الحرب"، مشددًا على ضرورة وجود ضمانات حقيقية لإنهاء الحرب بشكل نهائي.
يوم ثانٍ من المحادثات في شرم الشيخ
وتتواصل اليوم (الثلاثاء) في مدينة شرم الشيخ جولة جديدة من المفاوضات حول خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وذلك بالتزامن مع الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر.
وبينما تؤكد إسرائيل أن هذه الجولة ستستمر لبضعة أيام فقط، لم تتضح بعد الإطار الزمني الدقيق للمفاوضات، وسط تهديدات إسرائيلية باستئناف القتال إذا فشلت المحادثات.
بنود الخطة ومحاور الخلاف
تشير تقارير إلى أن أحد البنود الرئيسية في خطة ترامب ينصّ على إفراج حركة حماس عن جميع الرهائن وعددهم 48 – أحياء وأموات – خلال 72 ساعة، مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الخط الأصفر الذي ورد بخريطة نشرها ترامب. لكن مصادر في حماس أكدت أنّ الحركة ترفض الإفراج عن جميع المختطفين قبل انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
كما أفادت تقارير بأنّ قائمة الأسرى الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم تشمل شخصيات بارزة مثل مروان البرغوثي، أحمد سعدات، حسن سلامة، وعباس السيد، وجميعهم يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد في إسرائيل.
وقال مسؤول في حماس لقناة الجزيرة إنّ اليوم الثاني من المفاوضات ركّز على خرائط الانسحاب وتوقيت الإفراج عن الرهائن، مشيراً إلى أنّ الحركة طالبت بربط مراحل الإفراج بمراحل الانسحاب الكامل، وبالحصول على ضمانات دولية لوقف دائم لإطلاق النار.
الدور المصري والتحركات الدولية
وأكدت مصادر لقناة “القاهرة الإخبارية” أنّ مصر بدأت مناقشة قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين قد يشملهم اتفاق التبادل، وأنّها تكثّف جهودها مع جميع الأطراف لتثبيت وقف إطلاق النار ووضع آليات تنفيذ خطة ترامب.
في المقابل، أشارت وسائل إعلام مصرية إلى أجواء تفاؤل حذر، لافتة إلى أن جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، مستشاري الرئيس ترامب، وصلا إلى القاهرة للمشاركة في المحادثات. كما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" نقلاً عن مصدر مصري مطّلع أن الجانبين توصلا إلى تفاهم مبدئي حول معظم بنود المرحلة الأولى من الخطة، والتي تشمل وقفاً لإطلاق النار وإفراجاً كاملاً عن الرهائن.
موقف قطر وتباين التقديرات
أما في الدوحة، فقد بدا الموقف أكثر تحفظاً. وقال ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، إنّ المفاوضات في شرم الشيخ استمرت أربع ساعات أمس لمناقشة العقبات أمام التوصل إلى اتفاق، مضيفاً: “من المبكر الحديث عن نتائج أو استخدام مصطلحات مثل التفاؤل أو التشاؤم. نحن ملتزمون بدعم خطة ترامب وإنهاء الحرب على غزة وضمان إيصال المساعدات الإنسانية”.
وأوضح الأنصاري أنّ الخطة الأمريكية تتضمن عشرين نقطة، وأنّ الخلافات لا تتعلق ببنودها فحسب، بل بآليات تنفيذها الزمنية والعملية.
إسرائيل: تفاؤل حذر وتحذير من عراقيل
من جهته، قال مسؤول سياسي إسرائيلي عقب جلسات التشاور إنّ “الاتجاه العام إيجابي، لكن يجب توخي الحذر لأنّ حماس قد تغيّر موقفها في أي لحظة”. وأضاف: “هناك تقدّم في بعض الملفات التقنية، إلا أنّ الفجوات لا تزال قائمة، خاصة في قضايا الأسرى وجداول الانسحاب”.
"أنا مؤمن بأننا قريبون من السلام"
وفي واشنطن، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله إزاء التقدم في المفاوضات المتعلقة بقطاع غزة، مؤكداً أن فريقاً أمريكياً غادر للمشاركة في المحادثات الجارية.
وقال ترامب في تصريحات للصحفيين من المكتب البيضاوي: "أعتقد أن هناك فرصة حقيقية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وليس في غزة فقط". وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنّ واشنطن تواصل جهودها المكثفة لدفع الأطراف نحو اتفاق شامل يضع حداً للحرب المستمرة منذ عامين.
وأضاف في هذا السياق: “أعتقد أن لدينا فرصة حقيقية لإنهاء الحرب. الشعب في إسرائيل يريد ذلك، وكذلك حماس، بل حتى إيران أرسلت إشارات إيجابية. هذه ليست مجرد صفقة لغزة، إنها خطوة نحو سلام أوسع في الشرق الأوسط”. وأضاف ترامب أنّ زعماء عرباً مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقيادة قطر والسعودية يدعمون التوصل إلى اتفاق نهائي، مؤكداً أنّ الولايات المتحدة لن تسمح بإفشال هذه الفرصة التاريخية.
First published: 19:34, 07.10.25


