جاء في تقرير موسّع لصحيفة فاينانشال تايمز أنّ سوريا تشهد منذ سقوط نظام بشار الأسد حملة غير مسبوقة ضد تجارة الكبتاغون التي وصفها التقرير بأنها كانت "الإمبراطورية المالية" للنظام السابق، وقدّرت قيمتها بمليارات الدولارات سنويًا.
إرث المخدرات في عهد الأسد
وبحسب التقرير، اعتمد الأسد خلال الحرب الأهلية على صناعة الكبتاغون التي حوّلت سوريا إلى واحدة من أبرز "دول المخدرات" في العالم، حيث لعب شقيقه ماهر دورًا مركزيًا في إدارة هذا القطاع لتمويل العمليات العسكرية. وأشار التقرير إلى أنّ التجارة امتدت من الداخل السوري إلى الخليج وأوروبا وآسيا، وأصبحت مصدر توتر إقليمي كبير.
الشرع يعلن الحرب
وذكرت الصحيفة أنّ الرئيس الجديد أحمد الشرع أعلن من مسجد بني أمية بدمشق أنّ "سوريا تُطهّر من الكبتاغون"، مؤكدة أنّ السلطات ضبطت أكثر من 200 مليون حبة بين يناير وأغسطس 2025، وهو رقم يفوق عشرين مرة ما تمت مصادرته خلال عام 2024. كما نقلت الصحيفة عن تجّار ومصادر أمنية أنّ إنتاج الكبتاغون وتهريبه تراجعا بنسبة 80%.
تحديات الفساد والتهريب
لكن فاينانشال تايمز شدّدت على أنّ الحرب لم تُحسم بعد، إذ ما زالت شبكات مرتبطة بميليشيات عراقية وحزب الله تنشط على الحدود، مستخدمة الطائرات المسيّرة ووسائل تهريب متطورة. كما لفت التقرير إلى أنّ الفساد داخل أجهزة الأمن وغياب السيطرة الحكومية على مناطق مثل السويداء يتيحان استمرار هذه الشبكات.
أزمة اجتماعية وصحية
وأوضحت الصحيفة أنّ الفقر في بعض المناطق يجعل الشباب هدفًا سهلًا لتجنيدهم في التهريب، مقابل آلاف الدولارات للرحلة الواحدة. أما على المستوى الصحي، فأشارت إلى أنّ سوريا لا تملك سوى أربعة مراكز لعلاج الإدمان، ما يفاقم المشكلة في ظل لجوء المدمنين إلى بدائل أخطر مثل الكريستال ميث.
خلاصة التقرير
وختمت فاينانشال تايمز بالقول إن السلطات السورية الجديدة تسعى إلى إنهاء إرث الكبتاغون الذي ارتبط باسم الأسد، لكن "الحرب على المخدرات أسهل من كسبها"، في ظل استمرار الطلب الكبير وتغلغل شبكات التهريب في الداخل والخارج.