كشفت وسائل إعلام إسرائيلية وغربية عن مسودة مقترح اتفاق معدّل تقدم به المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لكل من إسرائيل وحركة حماس، ويشمل تحرير 10 مختطفين إسرائيليين أحياء، و18 جثة لمختطفين بجولتي تبادل تجريان خلال أسبوع واحد. وفي المقابل تلتزم إسرائيل بوقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما، وخلال هذه الفترة يتم إجراء محادثات على انتهاء الحرب. وفي حال عدم التوصل لاتفاق طوال هذه الفترة، فإن إسرائيل بإمكانها تجديد الحرب أو مواصلة المفاوضات لتحرير المزيد من المختطفين.
مصدر إسرائيلي رفيع المستوى أكد المعلومات الواردة عن الاتفاق الجديد الذي تم تعديله، مشيرا إلى أن المقترح يشمل انسحاب الجيش من المناطق التي تم احتلالها في غزة في الآونة الأخيرة، وأيضا توزيع المساعدات الإنسانية من خلال الأمم المتحدة وليس بواسطة الشركة الأمريكية الخاصة التي تعمل في هذه الأثناء.
بنود الاتفاق
وفقًا للتفاصيل التي تم تقديمها لإسرائيل الليلة الماضية، تنص المبادرة على إعلان فوري لوقف إطلاق النار لمدة شهرين. خلال الأسبوع الأول، سيتم تنفيذ عمليتي تبادل تشملان الإفراج عن 10 مختطفين أحياء و18 جثة، في وقت تؤكد فيه إسرائيل أن 20 من المختطفين ما زالوا على قيد الحياة، بينما يُعتقد أن ما يصل إلى 38 قد فارقوا الحياة.
خلال فترة وقف إطلاق النار، ستُجرى مفاوضات مكثفة حول مبادئ إنهاء الحرب. وفي حال تم التوصل إلى اتفاق، فسيُستكمل الإفراج عن بقية المختطفين الأحياء والقتلى. أما في حال فشل التوصل إلى اتفاق نهائي، فستكون إسرائيل – وفقًا للمقترح – قادرة على استئناف عملياتها العسكرية. وتشمل المبادرة أيضًا احتمال تمديد الهدنة مقابل تحرير المزيد من المختطفين.
ويشمل الاتفاق أيضا:
- تجديد تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر الأمم المتحدة ومنظمات دولية، وهي خطوة تعتبرها إسرائيل مثيرة للجدل نظرًا لإمكانية استغلالها من قبل حماس.
- انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض مواقعه، والعودة إلى خطوط ما قبل "عملية العز والسيف"، مع البقاء في محور فيلادلفيا، والانسحاب من محور موراغ.
- توقف إسرائيل فورًا جميع العمليات العسكرية الهجومية في غزة، فيما يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار ويكون ضامنًا له.
- بموجب الاتفاق المقترح ،ستفجر إسرائيل عن 125 أسيرًا فلسطينيا من أصحاب المؤبدات و1,111 أسيرًا من غزة اعتُقلوا بعد تفجر أحداث 7 أكتوبر.
- مقابل 18 جثمانًا لمختطفين إسرائيليين– ستسلم إسرائيل 180 جثمانًا لفلسطينيين على مرحلتين.
- في اليوم العاشر، ستسلم حركة حماس قائمة كاملة مع تقرير طبي مفصل عن حالة المختطفين الإسرائيليين الأحياء.
- الولايات المتحدة، مصر، وقطر ستكون دولا ضامنة للاتفاق، على أن يصل لاحقا المبعوث ويتكوف إلى المنطقة لإنهاء كافة تفاصيل الصفقة
صمت رسمي في إسرائيل
حتى اللحظة، لم تصدر الحكومة الإسرائيلية ردًا رسميًا على المبادرة، إلا أن التقديرات تشير إلى أنها قد لا تعارضها كليًا، كونها ليست بعيدة عن المبادرة الأصلية التي قدمها ويتكوف، والتي نصّت على إطلاق 10 مختطفين أحياء دفعة واحدة.
وإلى الآن، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو دعا لاجتماع أمني مساء اليوم لبحث بنود الاتفاق. وفي حال موافقة إسرائيل، ستتم الدعوة لاجتماع للتفاوض بين الأطراف في العاصمة القطرية الدوحة، لتحديد التفاصيل النهائية.
صراع داخلي في إسرائيل بشأن المبادرة
الجدل السياسي في إسرائيل اشتد عقب الإعلان. وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عارض بشدة أي اتفاق جزئي، محذرًا من "تقديم شريان حياة لحماس"، وداعيًا إلى الاستمرار في الضغط العسكري حتى الإفراج عن جميع المختطفين دفعة واحدة، ووصف أي صفقة جزئية بأنها "حماقة خطيرة".
من جهته، وزير الخارجية غدعون ساعر أبدى موقفًا أكثر براغماتية، قائلاً: "من واجبنا السعي وراء كل فرصة تؤدي إلى تحرير المختطفين، فهذا مطلب الغالبية الساحقة من الإسرائيليين".
الضغط الأميركي والقطري
وتُدار خلف الكواليس محادثات بين الولايات المتحدة وقطر، بعيدًا عن إشراف مباشر من إسرائيل، ما يثير توترًا في الحكومة الإسرائيلية. وقالت مصادر مطلعة إن حماس أبلغت ويتكوف أمس عن "موافقة مبدئية" على المقترح الجديد، في حين أنكرت إسرائيل وجود أي اتفاق، معتبرة أن "حماس تواصل التلاعب الإعلامي والحرب النفسية".
ردود فعل غاضبة من عائلات المختطفين
في المقابل، عبّر مقر عائلات المختطفين عن غضبهم تجاه تصريحات سموتريتش، قائلين: "توقفوا عن وعودكم الزائفة، التاريخ سيحاسب. أوقفوا هذه المسرحية السياسية، وافعلوا ما يطلبه الشعب – أعيدوا الـ58 مختطفًا ومختطفة، وأنهوا الحرب فورًا".
ويتكوف، نحن على وشك تقديم وثيقة جديدة
مساء أمس، أعلن ويتكوف أن "الولايات المتحدة على وشك تقديم وثيقة جديدة" من شأنها دفع المفاوضات نحو وقف إطلاق نار في غزة وصفقة تبادل ". وقال ويتكوف: "لدي شعور إيجابي بإمكانية الوصول إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار، وحل سلمي للنزاع في غزة، في وقت لاحق اليوم بعد أن يطّلع الرئيس على الوثيقة".
تظاهرة بمرور 600 يوم على الحرب
وكانت مدينة تل أبيب قد شهدت أمس الأربعاء مظاهرات واسعة النطاق بعد مرور 600 يومًا على اندلاع الحرب في غزة وخطف عشرات الإسرائيليين، حيث شارك آلاف المتظاهرين في احتجاجات تطالب بالإفراج الفوري عن 58 مختطفًا من غزة.
وفي قلب تل أبيب، أضرم المتظاهرون النيران في مشاعل رمزية، واقتحم بعضهم مبنى – المقر المركزي لحزب الليكود – وقاموا بربط أنفسهم على درجات السلم المؤدي إلى مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وأعلن المنظمون بدء "اعتصام غير عنيف يستمر 600 دقيقة، للتذكير بـ600 يوم من الإهمال المتعمد"، بحسب تعبيرهم.
First published: 08:58, 29.05.25