بوتين يتعهّد بعدم خوض حروب جديدة إذا احترم الغرب مصالح روسيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن بلاده لن تخوض “عمليات عسكرية جديدة” بعد أوكرانيا إذا حظيت بالاحترام، معتبرًا أن الحديث عن نية روسية لمهاجمة أوروبا “محض هراء”، وذلك خلال مؤتمره الصحفي السنوي في موسكو.

2 عرض المعرض
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
(موقع الكرملين)
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن روسيا لن تدخل في حروب جديدة بعد أوكرانيا إذا جرى التعامل معها “باحترام ومساواة”، نافيًا ما وصفه بادعاءات غربية عن نية موسكو مهاجمة دول أوروبية. وجاءت تصريحاته خلال حدث تلفزيوني مطوّل استمر نحو أربع ساعات ونصف، جمع أسئلة من صحفيين ومواطنين من مختلف أنحاء روسيا.
وأضاف بوتين، ردًا على سؤال لهيئة الإذاعة البريطانية حول احتمال إطلاق “عمليات عسكرية خاصة” جديدة، أن ذلك “لن يحدث إذا احترمت مصالح روسيا كما نحترم مصالح الآخرين”، على حد قوله، مشيرًا إلى أن أوروبا “ليست مهددة” من قبل بلاده
اتهامات للغرب وملف الناتو
واشترط بوتين، في تصريحاته، أن يتوقف الغرب عن “خداع” روسيا، في إشارة إلى توسع حلف شمال الأطلسي شرقًا، وهو ملف لطالما اعتبره الكرملين تهديدًا مباشرًا لأمنه. وكرر الرئيس الروسي اتهامه للغرب بالتراجع عن وعود قُدّمت مطلع تسعينيات القرن الماضي بعدم توسيع الناتو، وهي رواية سبق أن نفاها الزعيم السوفييتي الراحل ميخائيل غورباتشوف.
وجرى المؤتمر، المعروف باسم “الخط المباشر”، في قاعة بموسكو وشارك فيه صحفيون من داخل روسيا وخارجها، وسط حضور خريطة ضخمة لروسيا شملت مناطق أوكرانية خاضعة للسيطرة الروسية، بينها شبه جزيرة القرم، وفق ما أظهر البث الرسمي.
2 عرض المعرض
 الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي  في الاتحاد الأوروبي
 الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي  في الاتحاد الأوروبي
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الاتحاد الأوروبي
(تصوير: الاتحاد الأوروبي)
الاقتصاد والأسئلة الداخلية
وتطرّق بوتين إلى الأوضاع الاقتصادية في بلاده، في ظل ارتفاع الأسعار وتباطؤ النمو وزيادة ضريبة القيمة المضافة إلى 22% مطلع العام المقبل. وأقرّ بوجود صعوبات معيشية، في وقت أعلن فيه البنك المركزي الروسي خفض سعر الفائدة إلى 16% بالتزامن مع انعقاد المؤتمر.
كما عرضت شاشات القاعة تعليقات انتقادية من الجمهور، تناولت انقطاعات الإنترنت وارتفاع تكاليف المعيشة وجودة المياه، فيما عزت السلطات بعض الانقطاعات لهجمات بطائرات مسيّرة أوكرانية.
الحرب في أوكرانيا وشروط السلام
وفي ما يتعلّق بالحرب في أوكرانيا، قال بوتين إنه “مستعد لإنهائها سلميًا”، لكنه لم يقدّم مؤشرات على تنازلات، مكررًا مطالب سابقة بانسحاب القوات الأوكرانية من أربع مناطق تسيطر روسيا على أجزاء منها، وتخلي كييف عن مساعي الانضمام إلى الناتو.
وأضاف أن القوات الروسية “تحرز تقدمًا” على جبهات القتال، وسخر من زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأخيرة لخطوط التماس، مجددًا اتهاماته للقيادة الأوكرانية والغرب بعرقلة أي تسوية.
الموقف الغربي والتحذيرات الأمنية
في المقابل، حذّرت أجهزة استخبارات أوروبية في الأشهر الأخيرة من أن روسيا قد تشكل تهديدًا عسكريًا مباشرًا لحلف الناتو خلال سنوات قليلة. وقال الأمين العام للحلف، مارك روته، إن موسكو تصعّد بالفعل أنشطة “هجينة” ضد الغرب.
ورغم ذلك، أكد بوتين في ختام المؤتمر استعداده للعمل مع الولايات المتحدة وأوروبا “كأنداد وعلى أساس الاحترام المتبادل”، مشددًا على أن وقف القتال “ممكن فورًا” إذا جرى ضمان ما وصفه بالأمن الاستراتيجي لروسيا على المديين المتوسط والبعيد.