"إجبار قسري واعتقال تعسفي" |: د. سهاد بشارة: إسرائيل جرّت الناشطين إلى أراضيها بالقوة

أكّد مركز «عدالة» وغيره من منظمات حقوق الإنسان أنهما سيتابعان الإجراءات القانونية الممكنة ضد توقيف السفن واحتجاز الناشطين، مضيفين أن التعامل مع قوافل إنسانية في المياه الدولية يخضع لقواعد واضحة في القانون الدولي قد تستدعي مساءلة دولية أو رفع شكاوى أمام هيئات حقوقية وإغاثية.

1 عرض المعرض
المحامية د.سهاد بشارة
المحامية د.سهاد بشارة
المحامية د.سهاد بشارة
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
اعترضت قوات البحرية الإسرائيلية ، فجر اليوم، على عدد من السفن المشاركة في أسطول الصمود العالمي المتجه نحو سواحل قطاع غزة، بعد محاولات متكررة للتشويش ووقف مسيرة الأسطول. وذكر منظمو الأسطول أنّ بعض القوارب اعترضت في المياه الدولية على بعد نحو 70 ميلاً بحرياً من غزة، فيما أفاد مسؤولون من منظّمات المشاركة بأنّ القوات الإسرائيلية اعتلت سفناً من بينها سفن صغيرة وسحبتها إلى جهة غير معلنة، مع توقّع أن تُنقَل السفن المحتجَزة إلى ميناء أشدود لترحيل من على متنها.
د. سهاد بشارة: اعتراض أسطول الصمود في المياه الدولية غير قانوني
هذا النهار مع فراس خطيب
08:17
موقف قانوني من «عدالة»: الاعتراض غير قانوني والحصار «عقاب جماعي» في حديث مطوّل مع المحامية د. سهاد بشارة من مركز «عدالة» الحقوقي، وصفت الاعتراضات الإسرائيلية بأنها «غير قانونية» لما شملته من إجراءات في المياه الدولية ضد أسطول إنساني، مؤكدة أن إسرائيل مطالبة بموجب قواعد القانون الدولي وقوانين البحار بالسماح بمرور قوافل مساعدات إنسانية في مثل هذه الظروف. وقالت د. بشارة:«الاعتراض بلا شك غير قانوني وفق القانون الدولي… والحصار البحري على غزة في هذه الحالة يشكّل شكلًا من أشكال العقاب الجماعي الممنوع وفق أسس القانون الإنساني الدولي». وأوضحت أن وصف إسرائيل للأسطول بأنه «تابع لحركة مسلحة» لا يبرر الاعتراض في المياه الدولية إذا كان الأسطول يحمل مساعدات وناشطين مدنيين، وأن الإجراءات الإسرائيلية تثير «إشكالات كبيرة» تتعلق بتعريف دخول الناشطين إلى إسرائيل قسرًا وإمكانية احتجازهم لدى سلطات الهجرة وترحيلهم لاحقًا. كما أشارت إلى تشابه عناصر العملية الحالية مع تجارب سابقة، ولا سيما حادثة أسطول مرمرة عام 2010، معتبرة أن «إسرائيل تعرف كيفية إدارة هذا المشهد وتوظيفه أمام الرأي العام الدولي».
مصير النشطاء والإجراءات الإدارية قالت د. بشارة إنّ نحو 15 سفينة مُتوقَّع أن تُسحب إلى ميناء أشدود خلال الساعات القادمة، وأن من على متنها سيُخضعون لإجراءات سلطات الهجرة الإسرائيلية، بما في ذلك استجوابات قانونية وإجراءات احتجاز وإمكانية ترحيل. وأضافت أنّ عدد الناشطين على متن الأسطول يُقدَّر بمئات، وأنهم يمثلون عشرات الجنسيات (ذكر المنظّمون عددًا يقارب 44 جنسية)، ما يجعل القضية ذات أبعاد دبلوماسية وقانونية دولية واسعة.
الأهداف والردود: معركة وعي وإنسانيات معلنة من جهة منظّمي الأسطول والناشطين، تُكرَّر الدعوة إلى رفع الوعي الدولي بشأن الأوضاع الإنسانية في غزة وكسر الحصار البحري المفروض، واعتَبَرَت د. بشارة أن جزءًا رئيسيًا من هدف الأسطول «معركة على الوعي» لإظهار حجم الأزمة الإنسانية ونداءات إنقاذ عاجلة لسكان القطاع. في المقابل، تواصل إسرائيل تبرير إجراءاتها بأسباب أمنية وتصرّح بأنها ستحتفظ بالتحكّم في عملية دخول أي مساعدات عبر قواعدها وإجراءاتها في ميناء أشدود.
تبعات قانونية ودعوات للمتابعة أكّد مركز «عدالة» وغيره من منظمات حقوق الإنسان أنهما سيتابعان الإجراءات القانونية الممكنة ضد توقيف السفن واحتجاز الناشطين، مضيفين أن التعامل مع قوافل إنسانية في المياه الدولية يخضع لقواعد واضحة في القانون الدولي قد تستدعي مساءلة دولية أو رفع شكاوى أمام هيئات حقوقية وإغاثية.