د. هديل كيال: اللغة العربية سلاح بقاء و"البروة" وطني وهويتي التي لا تغيب

د. هديل كيال: المعركة على اللغة جزء من المعركة على الوجود والكرامة ولغتنا ليست مجرد مادة دراسية، إنها بيتنا الأول وسلاحنا الأخير

1 عرض المعرض
د. هديل كيال وديع عواودة
د. هديل كيال وديع عواودة
د. هديل كيال وديع عواودة
(راديو الناس)
في حوار خاص عبر راديو الناس، تحدثت المربية والباحثة د. هديل كيال، ابنة بلدة الجديدة المكر وأصلها من قرية البروة المهجرة قضاء عكا، عن مسيرتها في التعليم وخدمتها للغة العربية، مؤكدة أن العربية بالنسبة لها ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل أداة بقاء ونضال، فيما يشكل الانتماء للبروة جذرًا وهوية وذاكرة جماعية لا تزول.
د. هديل كيال: اللغة العربية سلاح بقاء و"البروة" وطني وهويتي التي لا تغيب
خارج الضوء مع وديع عواودة
52:52
وقبل نحو أسبوعين، انتُخبتْ د. هديل كيّال رئيسًة للجنة متابعة قضايا التعليم العربي، خلفًا للمربي والمحاضر د. شرف حسّان الذي تولى رئاسة لجنة متابعة قضايا التعليم العربي منذ عام 2018. كما انتخب د. علي الهزيل نائبًا لرئيس اللجنة

عشق العربية منذ الطفولة

تقول كيال إن حبها للغة الأم كان امتدادًا لتربية البيت: "نشأت في عائلة تعتبر العربية قيمة عليا، فقد كان والدي معلمًا ومدير مدرسة، وعاشقًا للعربية. هذا الحب انتقل لنا، لكن مع الزمن صار شغفًا شخصيًا ونبعًا لهويتي". وتضيف أن تفوقها في العلوم والرياضيات لم يمنعها من اختيار دراسة اللغة العربية وآدابها. وتضيف: "كنت أستطيع أن أدرس الطب أو الهندسة، لكنني اخترت العربية بقناعة كاملة، ولو عاد بي الزمن لاخترتها من جديد"، معتبرة أن قرارها لم يكن مسارًا أكاديميًا فحسب، بل رسالة وانتماء ووفاء للهوية.

البروة... الوطن الحاضر في الذاكرة

عن علاقتها بالبروة، القرية التي هُجّر أهلها عام 1948، شددت كيال على أنها لا تنتمي فقط لبلدة الجديدة المكر التي وُلدت فيها، بل ترى نفسها "بروانية" بالأساس. وتقول "حين يسألني أحد من أين أنت، أجيب أنا من البروة. أمر يوميًا بجوارها، وألقي عليها التحية: صباح الخير ولنا عودة. البروة ليست قرية عابرة، إنها جزء من الذاكرة الوطنية، بلد محمود درويش، وجغرافيا لا يمكن أن تُمحى".
وتوقفت عند قصص التعايش في القرية قبل النكبة، إذ استذكرت حادثة تاريخية عندما وقف المسلمون إلى جانب المسيحيين للحفاظ على القرية، قائلة: "هذا المشهد يلخص معنى العيش المشترك الحقيقي: الدين لله والوطن للجميع".

مسيرة مهنية وأكاديمية

تنقلت كيال في مسيرتها الأكاديمية بين جامعة حيفا حيث درست البكالوريوس والماجستير، ثم جامعة النجاح الوطنية حيث نالت الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها. عملت معلمة لأكثر من عشرين عامًا في المدارس الثانوية، ثم انتقلت إلى مجال الإرشاد التربوي، إلى أن تسلّمت مؤخرًا إدارة مدرسة ابتدائية وانتُخبت كذلك رئيسة للجنة متابعة قضايا التعليم العربي.
وعن هذا المنصب الأخير تقول: "حين انتُخبت بارك لي والدي وقال: الله يكون بعونك. شعرت بعظمة المسؤولية الملقاة على عاتقي، فهي تتجاوز دوري الشخصي لتكون وفاءً لجيل المربين الأوائل الذين بنوا لبنات هذا المسار".

اللغة العربية أداة نضال وبناء

في رؤيتها للواقع اللغوي اليوم، أشارت كيال إلى أن العربية تعيش صحوة مقارنة بالعقود الماضية، لكنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة. وتضيف "أنا متهمة بالتفاؤل، وأرى أن هناك حركة لغوية وتوعوية في المدارس والإعلام، لكننا بحاجة لمضاعفة الجهد. العربية ليست لغة تواصل فقط، بل أداة نضال، وأداة تفكير وبناء للوعي والهوية"، معتبرة أن المعركة على اللغة جزء من المعركة على الوجود والكرامة.

رسالة إلى الأجيال الجديدة

اختتمت كيال حديثها برسالة موجهة إلى الطلاب والمعلمين والشباب قائلة: "لغتنا ليست مجرد مادة دراسية، إنها بيتنا الأول وسلاحنا الأخير. والبروة ليست مجرد أطلال، بل وطن يسكننا جميعًا. علينا أن نصون الذاكرة ونحمل المسؤولية، وأن نحيا بالعربية ونناضل من خلالها".