رصدت الأجهزة الأمنية والعسكرية في إسرائيل مؤخرًا تطورًا كبيرًا في قدرات جماعة الحوثي في اليمن، خاصة في ما يتعلّق ببناء مصانع سلاح وصواريخ في باطن الأرض بمناطق نائية وسرّية، اعتمادًا على "نموذج التحصين الطبيعي" الذي طوّرته إيران ويهدف إلى تصنيع وتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة داخليًا وبعيدًا عن المراقبة الجوية.
مصانع سرّية وتدريبات لاجتياح بري
بحسب تقرير نشره موقع "واي نت"، فإن هذه المصانع تُبنى باستخدام تقنيات إيرانية وخبراء يمنيين، في كهوف وتحت الأرض، بهدف تصنيع صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيّرة يصعب اكتشافها. في موازاة ذلك، تتابع أجهزة المخابرات الإسرائيلية تدريبات يجريها الحوثيون في اليمن لتحضير آلاف المقاتلين على تنفيذ "نسخة يمنية من عملية 7 أكتوبر" تحت اسم "طوفان الأقصى"، عبر اجتياح بري محتمل من الأردن أو سوريا.
قصف مكثّف في صنعاء دون ردع كامل
عقب سقوط طائرة مسيّرة في إيلات، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي أمس أعنف هجوم له في اليمن، مستهدفًا سبع مواقع حوثية بينها خمسة مقار قيادة ومستودعين للأسلحة، في عملية أطلق عليها اسم "الطرد العابر". لكن رغم حجم الهجوم، يؤكد التقرير أن إيران والحوثيين مستمران في تطبيق نموذج "الاكتفاء الذاتي" في تصنيع الأسلحة بعيدًا عن خطوط الإمداد الخارجية، ما يشكّل تحديًا استراتيجيًا لإسرائيل.
وحدات جديدة في المخابرات الإسرائيلية
أنشأت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) وحدتين جديدتين لمتابعة هذا التهديد المتزايد، وتحديد "مراكز الثقل" في مشروع التسلّح الحوثي، في محاولة لضرب البنية التحتية للتهديد قبل أن يتحول إلى خطر وجودي، كما جرى في سوريا مع مشروع مصانع الصواريخ لحزب الله.
مخاوف من تصاعد التهديد رغم وقف إطلاق النار
رغم أن جماعة الحوثي مرتبطة باتفاق وقف إطلاق نار بوساطة أمريكية، إلا أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تحذّر من الاسترخاء أمام هذا "العدو الوحيد في العالم الذي يعلن صراحة رغبته في تدمير إسرائيل"، وتوصي بمواصلة الضربات ضد البنية التحتية للحوثيين، خصوصًا مع تقديرات تفيد بأن إيران تهدف لامتلاك الحوثيون آلاف الصواريخ الدقيقة حتى عام 2027.


