أفادت مصادر اعلامية اسرائيلية، ان العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تواصل تدهورها في ظل سلسلة من الخطوات الدبلوماسية الأمريكية التي فاجأت الجانب الإسرائيلي، أبرزها ما أوردته وكالة "رويترز" عن تخلّي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن شرط تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل كمتطلب للمضي قدمًا في المفاوضات بشأن البرنامج النووي المدني للمملكة.
هذا التطور يأتي في سياق تحركات أمريكية أوسع في الشرق الأوسط، شملت إعلان وقف الهجمات في اليمن، واستئناف المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي، إضافة إلى تحركات دبلوماسية مع تركيا وقطر بعيدًا عن التنسيق مع إسرائيل.
وفي الوقت الذي يستعد فيه ترامب لزيارة مرتقبة إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، تُبذل جهود أمريكية حثيثة للتوصل إلى اتفاق بشأن قضية المختطفين والمفقودين، وسط تفاؤل أمريكي بإمكانية إبرام صفقة بهذا الشأن، بينما تبدي إسرائيل شكوكًا في تحقيق تقدم ملموس مع حماس، دون استبعاد حدوث "مفاجأة" برعاية أمريكية.
وفيما يتعلق بالتطبيع مع السعودية، وصف مسؤولون مطلعون الأمر بأنه "سر معروف منذ وقت طويل"، إذ توقفت المحادثات فعليًا بسبب الحرب الجارية في قطاع غزة، في ظل قناعة أمريكية بأن إسرائيل تشكّل عقبة أمام هذا المسار.
أما في ملف البرنامج النووي المدني السعودي، فلا تزال المفاوضات جارية دون التوصل إلى اتفاق نهائي. وأكدت مصادر مطلعة أن منح السعودية القدرة على تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها يثير مخاوف جدية في إسرائيل من إمكانية تحويل هذه القدرات لأغراض عسكرية، وهو ما يشكّل تهديدًا استراتيجيًا مباشراً.
وفي واشنطن، أثار هذا التوجه خلافات داخلية حادة، حيث عبّر السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام عن معارضته القاطعة لأي اتفاق دفاعي مع السعودية لا يتضمن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، معتبرًا أن التطبيع "عنصر أساسي لا غنى عنه في أي اتفاق".
في إسرائيل، تتزايد الانتقادات لسياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إزاء هذه التطورات. فقد صرّح رئيس المعارضة يائير لابيد أن "نتنياهو يلتزم الصمت بينما تتشكل صفقة قد تشعل سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط"، واصفًا هذه الخطوة بأنها "تهديد خطير للمصالح الأمنية الإسرائيلية".
في هذه الأثناء، تلتزم الحكومة الإسرائيلية الصمت الرسمي حيال التحركات الأمريكية، في وقت يتصاعد فيه القلق من أن واشنطن تتجه لإعادة رسم سياساتها في المنطقة بمعزل عن التنسيق مع تل أبيب، وهو ما يُنذر بأزمة دبلوماسية عميقة قد تعيد ترتيب أولويات العلاقات بين البلدين.