"قيادة صامتة" | أبو عقل: لا أحد من أعضاء الكنيست أو لجنة المتابعة تواصل معنا بعد مقتل الطالب

أكد رئيس المجلس المحلي أنه بادر للتنسيق مع الشرطة لتوفير قوات في المدارس الإعدادية والثانوية، إضافة إلى إرسال طواقم دعم نفسي للطلاب والطواقم التعليمية 

1 عرض المعرض
نزار ابو عقل
نزار ابو عقل
نزار ابو عقل
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر)
تعيش بلدة عارة – عرعرة منذ يوم أمس حالة من الحداد والذهول بعد الجريمة المروعة التي وقعت داخل إحدى مدارسها، حين طعن طالب زميله محمد حسين مرازقة (17 عامًا) حتى الموت. الواقعة التي وُصفت بأنها من أقسى الجرائم داخل المؤسسات التربوية، أثارت موجة غضب وحزن، وسط دعوات متكررة لوقف مسلسل العنف الذي بات يهدد أمن الطلاب داخل أسوار المدارس.
د. نزار أبو عقل: القيادات السياسية غائبة لم يتصل أي نائب عربي رغم فداحة الحدث
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
10:05
د. نزار أبو عقل: "نعيش حالة طوارئ وفقدنا الإحساس بالأمان" في حديث خاص لـ"راديو الناس"، قال رئيس مجلس محلي عارة – عرعرة د. نزار أبو عقل إن البلدة بأكملها "في حالة طوارئ نفسية واجتماعية"، مضيفًا:"منذ الأمس، الأهل يعيشون الخوف والارتباك. لم يعد أحد يشعر بالأمان لا في المدرسة ولا في الشارع. الأم التي تودّع ابنها صباحًا تخشى ألا تراه مجددًا." وأكد أبو عقل أن المجلس المحلي بادر للتنسيق مع الشرطة لتوفير قوات في المدارس الإعدادية والثانوية، إضافة إلى إرسال طواقم دعم نفسي للطلاب والطواقم التعليمية. لكنه شدّد في الوقت نفسه على أن الحل لا يمكن أن يكون أمنيًا فقط، قائلاً:"المشكلة أعمق من وجود حارس أو دورية. نحن أمام انهيار تربوي وقيمي. فقدنا القيم التي ربّتنا عليها أسرنا، واستبدلناها بعالم رقمي مليء بالعنف والتحريض."
"القيادات غائبة ولم يتصل أحد" وفي تصريح لافت خلال المقابلة، عبّر د. أبو عقل عن خيبة أمله من غياب القيادات العربية والهيئات الرسمية في أعقاب الجريمة، قائلاً بوضوح:"للأسف، حتى هذه اللحظة لم يتواصل معي أي عضو كنيست عربي ولا أي ممثل عن لجنة المتابعة. لم أسمع منهم كلمة واحدة. الحدث وقع في عارة – عرعرة، لكن صداه لم يصل بعد إلى من يُفترض أنهم يمثلوننا." وأضاف بنبرة نقدية حادة:"نحن لا نحتاج فقط إلى بيانات شجب في وسائل الإعلام، بل إلى حضور فعلي وموقف واضح. الدم الذي سُفك هنا ليس رقمًا في نشرة الأخبار، بل ابن من أبناء هذا المجتمع الذي يقولون إنهم يتحدثون باسمه."
فقدان الردع وتراكم الإهمال وحول جذور الظاهرة، أشار د. أبو عقل إلى أن غياب الردع القانوني ساهم في تفشي العنف، موضحًا:"من أمن العقاب أساء الأدب. عندما لا يُحاسَب القاتل، يتحول القتل إلى سلوك عادي. الإحصاءات تشير إلى أن أقل من 11% من الجرائم في المجتمع العربي يُكشف عن منفذيها، وهذا يعني أننا فقدنا الثقة في العدالة." وأشار إلى أن المجتمع العربي نفسه يتحمل جزءًا من المسؤولية، "لأنه يميل إلى التستر على مشكلاته بدل مواجهتها بشجاعة"، على حد قوله.
تهدئة النفوس ومنع التصعيد وأكد أبو عقل أن المجلس المحلي يعمل على احتواء التوتر ومنع أي ردود فعل انتقامية، نظرًا لأن القاتل والمقتول من نفس البلدة، وقال:"نحن نريد أن نحكم الدماء ونحافظ على السلم الأهلي. هدفنا أن تكون هذه الضحية آخر ضحية. سننظّم لقاءات توعية في المدارس والمساجد ونشدد على قيم التسامح والعفو." وأضاف:"ما حدث يجب أن يكون صرخة إيقاظ للجميع — للأهالي، للمعلمين، وللقيادات التي غابت عن الميدان في لحظة نحن بأمسّ الحاجة فيها لوجودها."
خطوات عملية ومطالب واضحة أعلن رئيس المجلس المحلي عن سلسلة خطوات فورية لمواجهة الأزمة: - توسيع صلاحيات حراس المدارس وتفتيش الحقائب لمنع إدخال أدوات حادة. - توفير طواقم دعم نفسي طويلة الأمد للطلاب والمعلمين. - تنظيم لقاءات طارئة مع الأهالي والمدراء لمناقشة إجراءات الوقاية. - إطلاق حملة توعوية في المساجد والمدارس تحت شعار "القيم قبل العلم".
كما طالب وزارة التربية والتعليم بتحمل مسؤوليتها الكاملة، قائلاً:"الوزارة مطالبة بخطة تربوية شاملة تمتد لعام كامل، لا ساعة توعية واحدة."
ختام: مأساة تكشف الغياب وتطالب باليقظة جريمة كفر قرع لم تقتل طالبًا فحسب، بل كشفت هشاشة المنظومة القيمية والتعليمية، وغياب القيادة السياسية والمجتمعية في لحظة مفصلية. وفي كلمات د. نزار أبو عقل، تختصر البلدة وجعها:"نحن لا نطلب المستحيل، نطلب فقط أن تُسمع صرختنا، وأن لا يبقى الدم العربي مادةً عابرة في نشرات المساء."