مع بداية العطلة الصيفية وخروج آلاف الطلاب من المدارس إلى إجازة طويلة، تفتتح المخيمات الصيفية أبوابها في مختلف المناطق، وسط تحديات كبيرة تواجه الأهالي في توفير أطر بديلة آمنة لأبنائهم. وفي المقابل، سجّلت المستشفيات في الأيام الأخيرة استقبال عدد من الحالات لفتية وفتيات وصلوا بحالة صحية صعبة، نتيجة تناول كميات مفرطة من الكحول أو الإفراط في استهلاك السكريات.
فادي سلامة: الكحول خطر حقيقي على الشبيبة والأهل مطالبون باليقظة
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
04:52
أجواء نفسية واقتصادية صعبة
وفي حديث لبرنامج "هذا النهار" عبر راديو الناس، أشار فادي سلامة، مرشد شبيبة ومخيمات صيفية، إلى أن هذا الموسم يأتي في ظل أجواء نفسية واقتصادية صعبة، موضحًا أن الحرب الأخيرة تركت أثرًا كبيرًا على الأطفال، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية التي تمنع العديد من العائلات من تسجيل أبنائها في المخيمات، وخاصة تلك التي تتطلب مبيتًا وتكلفة عالية.
وقال سلامة:"لا شك أننا نخرج من واقع قاسٍ جدًا. الحرب خلّفت حالة من الضغط والخوف لدى الأطفال، إلى جانب الأزمة الاقتصادية التي تجعل من الصعب على الأهالي تسجيل أبنائهم في أطر تربوية، خصوصًا مخيمات المبيت التي تُعتبر باهظة الثمن."
وأضاف أن للمخيمات الصيفية دورًا محوريًا في تفريغ الطاقات السلبية لدى الفتيان، ومنحهم مساحة من الفرح والأمان والانخراط في أنشطة هادفة، قائلًا:"المخيم هو مساحة لتفريغ الضغوط النفسية، ومنصة لتعليم القيم، تعزيز الثقة بالنفس، والانخراط في العمل الجماعي. وجود الشاب في مخيم صيفي قد يُحدث تغييرًا كبيرًا في شخصيته وسلوكه."
رسالة تعليمية وثقافية
وأكد أن البرامج الصيفية لا تقتصر على الترفيه، بل تحمل أيضًا رسائل تعليمية وثقافية مبطنة، كالتعرّف على تاريخ البلاد وشخصيات مؤثرة، وتنمية الحسّ الوطني والاجتماعي، والتشجيع على قبول الآخر والتعايش.
د.حداد: ارتفاع مقلق في شرب الكحول بين المراهقين هذا الصيف
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
02:39
تحذير من ظاهرة تعاطي الكحول
وفي السياق ذاته، حذّر د. وليد حداد، المحاضر والمختص في علاجات الإدمان، من ارتفاع مقلق في نسبة تعاطي الكحول والممنوعات بين أوساط الشبيبة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تحتل المرتبة الثانية عالميًا في شرب الكحول بين الشباب، بحسب معطيات دولية.
وقال حداد:"نحن أمام معطيات خطيرة. الكحول هو أخطر المخدرات القانونية، وتأثيره على جهاز الأعصاب المركزي كبير جدًا. قدرة أجسام المراهقين على التعامل مع الكحول منخفضة، ولهذا نرى حالات تسمم وسُكر حاد تصل إلى غرف الطوارئ، وبعضها قد ينتهي بمأساة."
وأشار إلى أن الأزمات المتتالية، من جائحة كورونا إلى الحروب المتكررة، ساهمت في خلق بيئة ضاغطة تدفع العديد من الفتية للهروب نحو سلوكيات خطرة، في ظل غياب رقابة كافية من الأهل.
وشدّد د. حداد على أهمية التوعية والتثقيف، قائلًا:"المجتمع العربي يفتقر إلى حملات توعية ممنهجة في المدارس والمؤسسات. الكحول يُعدّ مخدرًا قاتلًا يجب التعامل معه بجدية، والتوعية تبدأ من المنزل."
دعوات لإيجاد بدائل تربوية صيفية
في ظل هذا الواقع، دعا المختصون إلى ضرورة توسيع البرامج الصيفية والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الفتيان والفتيات، خاصة في المناطق المحرومة. كما ناشدوا الأهالي بمتابعة سلوك أبنائهم وتشجيعهم على الانخراط في أنشطة بنّاءة، بدل تركهم في فراغ قد يقودهم إلى الانزلاق نحو مسارات خطرة.
First published: 08:49, 03.07.25