المرحلة الثانية من خطة ترامب: أمن دولي، نزع سلاح، وإعمار مشروط لغزة

 أوضح المستشاران – اللذان فضّلا عدم الكشف عن هويتهما – أن المرحلة الأولى من الاتفاق “نجحت وتمّت بصورة مناسبة”

2 عرض المعرض
فلسطينيون في خان يونس، جنوب قطاع غزة
فلسطينيون في خان يونس، جنوب قطاع غزة
فلسطينيون في خان يونس، جنوب قطاع غزة
(Flash90)
في إفادة صحفية مغلقة خُصصت لعدد محدود من الصحفيين، استعرض مستشاران رفيعان في البيت الأبيض آخر التطورات المتعلقة بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، مؤكدين انتهاء المرحلة الأولى من الخطة وبدء العمل على المرحلة الثانية.
المرحلة الأولى: نجاح أولي رغم انعدام الثقة
وبحسب ما أوردته الجزيرة نت، أوضح المستشاران – اللذان فضّلا عدم الكشف عن هويتهما – أن المرحلة الأولى من الاتفاق “نجحت وتمّت بصورة مناسبة”، مشيرين إلى أنها اكتملت مع انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الخط الأصفر، ووقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمعتقلين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وأشارا إلى أن انعدام الثقة بين الجانبين كان تحديًا كبيرًا، لكنّ “الجهود المكثفة التي قادها الرئيس ترامب مع الوسطاء” ساهمت في تحقيق هذا التقدم.
المرحلة الثانية: نحو نزع السلاح وإعادة الإعمار
كشف المسؤولان أن المرحلة الثانية تركز على منع الاستفزازات واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية دون انقطاع، إلى جانب استعادة الجثث العالقة، والشروع في نزع سلاح حركة حماس تمهيدًا لتأسيس قوة دولية للاستقرار في غزة، وتهيئة الأرض لإعادة الإعمار وإزالة الأنقاض والذخائر غير المنفجرة.
وأكد المستشاران وجود تنسيق أميركي مستمر مع الأمم المتحدة وإسرائيل لضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم.
2 عرض المعرض
بدء عودة النازحين إلى شمال غزة بعد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ
بدء عودة النازحين إلى شمال غزة بعد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ
من عودة النازحين إلى شمال غزة بعد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ
(صورة شاشة)
الوضع الإنساني في غزة
تحدث أحد المستشارين بإسهاب عن “الوضع الإنساني المأساوي” داخل القطاع، مشيرًا إلى أنه زاره مرتين خلال العامين الماضيين وقال: “ما رأيته أشبه بمشاهد أفلام الكوارث، حجم الدمار يفوق الخيال، وهناك خطر حقيقي من الذخائر غير المنفجرة.”
وأوضح أن واشنطن تعمل بالتعاون مع الوسطاء العرب وقيادة القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) لإزالة الأنقاض والعثور على الجثث، متوقعًا أن تشارك تركيا ودول أخرى بفرق متخصصة في هذا المجال نظرًا لخبرتها في الزلازل والكوارث.
نزع السلاح والحكم الانتقالي
وفي ما يتعلق ببند نزع السلاح، أكد المستشاران أن الهدف هو غزة منزوعة السلاح بالكامل، وأن أموال إعادة الإعمار لن تُحوّل إلى المناطق التي تسيطر عليها حماس حاليًا.
وأشار أحدهما إلى أن بعض المناطق – مثل رفح – قد تكون مؤهلة لبدء الإعمار في المرحلة الأولى، مع إقامة نظام أمني محلي وإدارة مدنية مؤقتة.
كما أوضح أن المرحلة القادمة تتضمن تشكيل إدارة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية، تتولى إدارة الشؤون المدنية والاقتصادية، فيما تُترك الملفات السياسية الكبرى إلى مراحل لاحقة “عندما تستقر الأوضاع”.
تعاون دولي ومؤشرات على الاستقرار
أشار المستشاران إلى مشاورات جارية مع دول عدة، بينها مصر، قطر، الإمارات، إندونيسيا، أذربيجان وتركيا، للمشاركة في تشكيل قوة الاستقرار الدولية بإشراف أميركي.
وأكد أحدهما أن “نحو 20 جنديًا أميركيًا” موجودون بالفعل على الأرض في أدوار تنسيقية غير قتالية، وأن الجانبين – الإسرائيلي والفلسطيني – ملتزمان حتى الآن ببنود الاتفاق دون خروقات كبيرة.
ختام اللقاء
اختتم المستشاران الإفادة بالتأكيد على أن تنفيذ الاتفاق “لا يزال معقدًا ومتقلبًا”، لكنه يشكل “فرصة واقعية لخلق استقرار حقيقي في غزة بعد عامين من الحرب”، مشيرين إلى أن المرحلة المقبلة ستركّز على إعادة الإعمار، خلق فرص العمل، وتوفير الخدمات الأساسية، في خطوة يأمل البيت الأبيض أن تمهد لـ“شرق أوسط أكثر استقرارًا وأملاً”.