د. سليم بريك: فشل قانون ليبرمان “الشعبوي وغير الديمقراطي” منع انهيار الحكومة
"استوديو المساء" مع فرات نصار
05:04
في حديث خاص لبرنامج "استوديو المساء" مع الإعلامي فرات نصار عبر راديو الناس، تناول أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا د. سليم بريك أبعاد فشل مشروع قانون عضو الكنيست، أفيغدور ليبرمان، الذي كان يهدف إلى منع غير المؤدين للخدمة العسكرية من التصويت في الانتخابات، مؤكّدًا أن القانون سقط في الكنيست بعد معارضة واسعة، ما يعني بقاء الوضع على ما هو عليه دون أي تقييد سياسي أو انتخابي للحريديم.
وأوضح د. بريك أن القانون الذي فشل تمريره ليس جديدًا، إذ “جرت محاولات سابقة لطرحه في التسعينيات لكنه أُسقط لعدم دستوريته”، مشيرًا إلى أن الهدف منه كان شعبويًا أكثر منه قانونيًا، وأنه كان سيمسّ أيضًا بالعرب عبر حرمان فئات واسعة من حق التصويت.
وقال بريك:“القانون غير ديمقراطي ومخالف للنظام الليبرالي، لأن حرمان المواطنين من حقوقهم الأساسية – مثل حق التصويت – يُعد انتهاكًا مباشرًا للقوانين الأساسية في إسرائيل. لا يمكن معاقبة من لا يؤدي الخدمة العسكرية بحرمانه من المشاركة السياسية، فذلك يتنافى مع الدستور والمبادئ الديمقراطية.”
وأضاف أن القانون غير قابل للتنفيذ سياسيًا، لأن أحزاب اليمين “لن تدعم قانونًا يعارض مصالح الحريديم الذين يشكلون ركيزة أساسية في الائتلاف الحكومي”، موضحًا أن تمريره كان “سيُحدث تصدعًا كبيرًا داخل الحكومة الحالية”.
مأزق الحريديم وحكومة نتنياهو
تطرّق د. بريك إلى قضية تجنيد الحريديم وتأثيرها على مستقبل حكومة نتنياهو، موضحًا أن الأحزاب الحريدية “تعيش مأزقًا سياسيًا واضحًا”، فهي تعترض على بعض سياسات الحكومة لكنها تدرك أن سقوطها سيأتي بحكومة أسوأ بالنسبة لها، خصوصًا في ما يتعلق بالميزانيات المخصصة للمدارس والمؤسسات الدينية.
وقال:“الحريديم لا يريدون إسقاط الحكومة رغم امتعاضهم منها، لأن البديل سيهدد مصالحهم المادية والسياسية. المسألة ليست فقط في الخدمة العسكرية، بل في الأموال المخصصة لهم في الموازنة.”
انقسامات داخل المجتمع العربي
وفي تعليقه على المشهد العربي قبيل الانتخابات، شدّد د. بريك على أن المجتمع العربي في إسرائيل يعاني من حالة تفتّت وانقسام سياسي حادّ بين الأحزاب والتيارات المختلفة، مما يُضعف فرص إقامة قائمة مشتركة جامعة.
وأوضح:“التجمع الوطني الديمقراطي يرفض دعم أي ائتلاف مستقبلي، بينما القائمة العربية الموحدة تميل لدعم ائتلاف معارض لنتنياهو. هذا التباين يجعل من الصعب جدًا تشكيل إطار سياسي موحّد، خاصة مع وجود خلافات شخصية ومصلحية مرتبطة بالتمويل والتمثيل.”
أزمة حقيقية
واختتم د. بريك حديثه بالتأكيد على أن فشل قانون ليبرمان شكّل صفعة رمزية للتيار اليميني الشعبوي في إسرائيل، لكنه في الوقت نفسه كشف عمق الأزمة البنيوية في السياسة الإسرائيلية، سواء في العلاقة بين اليمين والحريديم أو في تفكك الصف العربي عشية الانتخابات المقبلة.


