تقرير إسرائيلي: وحدة 8200 كشفت المفاوضات السرية بين واشنطن وحماس

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل سعت لإفشال مفاوضات سرية بين الولايات المتحدة وحماس بشأن إطلاق سراح أسرى يحملون الجنسية الأمريكية

راديو الناس|
2 عرض المعرض
رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الأميركي
رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الأميركي
رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الأميركي
(Flash 90)
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير أعده الصحفي رونين برغمان، أن إسرائيل دخلت في حالة من الهستيريا السياسية والإعلامية فور انكشاف المفاوضات السرية التي أجرتها الولايات المتحدة مع حركة حماس لإطلاق سراح المختطفين من حاملي الجنسية الأمريكية. وبحسب الصحيفة، فإن هذه الحملة الإسرائيلية انتهت بإقالة المبعوث الأمريكي آدم بوهلر، وتسريبات متعمدة كشفت تفاصيل المحادثات
حملة إسرائيلية مكثفة لإفشال الصفقة
بحسب "يديعوت أحرونوت"، أدار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي حملة تسريبات إعلامية مكثفة بالتوازي مع ضغوط سياسية لإفشال المفاوضات. وذكرت الصحيفة أن الخطة كانت واضحة: فضح المسار السري، وشيطنة أي محاولة تفاوضية أمريكية مع حماس. وبالفعل، جاءت الإقالة السريعة لبوهلر كنتيجة مباشرة لهذا الضغط.
ورأت الصحيفة أن التحرك الأمريكي كان يهدف لإنقاذ حياة المختطفين الأمريكيين، لكن إسرائيل رأت فيه تهديدًا لاستراتيجيتها القائمة على السيطرة الحصرية على مسارات التفاوض. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن هناك قلقًا من أن تظهر أمريكا بمظهر الطرف الذي يحقق نتائج، في حين تبقى إسرائيل عاجزة.
كيف كشفت إسرائيل المفاوضات السرية؟
كشفت "يديعوت أحرونوت" أن وحدة 8200 الاستخباراتية الإسرائيلية كانت وراء اكتشاف المفاوضات السرية بين الولايات المتحدة وحماس. وبحسب الصحيفة، فقد اعتمدت الوحدة على وسائل تجسس متقدمة لرصد التحركات والاتصالات في منطقة الخليج، حيث تم التخطيط لعقد الاجتماعات. وأضافت أن الكشف المفاجئ لهذه المفاوضات جاء نتيجة مراقبة دقيقة للاتصالات بين أطراف أمريكية وممثلين عن حماس، الأمر الذي أثار غضبًا في الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل، بعد تأكيدها المعلومات، سارعت إلى إبلاغ الإدارة الأمريكية بموقفها الرافض، وحذرت من أن مثل هذه اللقاءات قد تضعف الموقف الإسرائيلي في المفاوضات وتمنح حماس مكاسب غير مستحقة.
2 عرض المعرض
ادم بوهلير
ادم بوهلير
ادم بوهلير
(تصوير شاشة)
غضب أمريكي وتوتر متصاعد
بحسب تقرير "يديعوت أحرونوت"، فإن الموقف الإسرائيلي لم يمر مرور الكرام في واشنطن، حيث عبّر دبلوماسيون أمريكيون عن غضبهم مما وصفوه بمحاولات إسرائيلية "لإفشال جهود إنسانية". واعتبروا أن إسرائيل استخدمت أساليب خفية من التضليل والتسريبات بهدف إحراج البيت الأبيض وعرقلة أي تقدم.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله: "من المذهل أننا نعمل على إنقاذ رهائن إسرائيليين، بينما الحكومة الإسرائيلية نفسها تحاول عرقلة ذلك بكل وسيلة ممكنة."
خوف إسرائيلي من فقدان السيطرة
وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن الغضب الإسرائيلي لم يكن مرتبطًا فقط بالمفاوضات ذاتها، بل بالخوف من فقدان السيطرة على مسارات التفاوض والمعلومات. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمريكي مطّلع قوله: "إسرائيل لا تريد أن تعرف واشنطن ماذا يعرض حماس أو يخطط له إلا من خلال إسرائيل."
تل أبيب تلعب بالنار
وفيما تحاول إسرائيل تصوير نفسها كطرف حريص على إنقاذ المختطفين، تشير "يديعوت أحرونوت" إلى أن الوقائع تعكس عكس ذلك. إذ تبين أن إسرائيل لم تقدم أي مبرر عملي لرفض صفقة إطلاق سراح المختطفين الأمريكيين، بل قامت بحملة منظمة لإفشال المفاوضات، حتى لو كان الثمن هو حياة أولئك المختطفين.
وفي تصريح مقتضب نقلته الصحيفة، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الاتهامات "مجرد مناورات إعلامية تهدف لتقويض جهود الحكومة". بينما أصر مكتب الوزير رون درمر على أن "إسرائيل لم ولن تعرقل أي مسار يؤدي إلى إنقاذ المختطفين".