بعد أكثر من عامين من الحرب والمواجهات المتواصلة، أُعلن اليوم عن اتفاق بين إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب على قطاع غزة، في خطوة وُصفت بأنها "اختراق تاريخي" يفتح الباب أمام تهدئة شاملة وصفقة تبادل تشمل إطلاق سراح الأسرى والمختطفين لدى الطرفين خلال الأيام المقبلة.
فيّاض: "تراجع القصف في معظم المناطق والانفجارات باتت محدودة"
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
03:47
ترامب يعلن الاتفاق: انسحاب إسرائيلي وإطلاق سراح المختطفين
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية أنّه تم التوصل إلى اتفاق شامل "ينهي الحرب في غزة"، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي سيبدأ انسحابه من القطاع تدريجيًا خلال الأيام القليلة المقبلة، مقابل إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.
وأضاف ترامب أنّ الاتفاق جاء بعد مشاورات مكثفة مع مصر وقطر، وأنّ "المرحلة الأولى ستُنفّذ خلال 72 ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار"، مشيرًا إلى أنّ الولايات المتحدة ستتابع تنفيذ الاتفاق وتضمن التزام الطرفين ببنوده.
أجواء الفرح في غزة وغصة من الدمار
من داخل قطاع غزة، نقل المحلل السياسي أحمد فيّاض لراديو الناس، من خان يونس، صورة معبّرة عن مشاعر الأهالي بعد سماع نبأ الاتفاق، حيث قال في مداخلة مباشرة:"أنا كصحفي أشعر بالسعادة، ولكنها سعادة ممزوجة بالغبطة، لأن هذه الفرحة منقوصة. نعم، توقف الدماء إنجاز كبير، لكن الجراح ما زالت عميقة بعد عامين من النزف والدمار."
وأضاف فيّاض:"أهالي غزة يشعرون بالارتياح لأنهم سيعودون إلى بيوتهم المدمّرة وشوارعهم المحطّمة، لكن رغم الفرح هناك إدراك أن الطريق إلى التعافي طويل، وأنّ ما ينتظر الناس من معاناة في إعادة الإعمار لن يكون سهلاً، لكنه بلا شك أهون من استمرار القتل اليومي."
تراجع القصف واستمرار الوجود العسكري الإسرائيلي
ميدانيًا، أوضح فيّاض أن القصف الجوي تراجع بشكل ملحوظ خلال الساعات الأخيرة، وأن طائرات الاستطلاع لا تزال تحلّق بكثافة فوق مناطق محددة، لاسيما في دير البلح والمنطقة الإنسانية التي تضم نحو 80% من سكان القطاع.
وأضاف:"لم يبدأ الانسحاب بعد، لكن يمكن القول إنّ حدة الانفجارات والغارات تراجعت كثيرًا، والعمليات الهجومية تكاد تتوقف في معظم المناطق التي لا تشهد وجودًا مباشرًا للقوات الإسرائيلية."
تفاؤل حذر
رغم الفرحة العارمة في شوارع غزة، يسود تفاؤل حذر بين السكان الذين يخشون من انهيار الاتفاق قبل تثبيته نهائيًا. ويأمل المواطنون أن يؤدي وقف الحرب إلى استئناف الحياة المدنية وإعادة فتح المعابر ودخول المساعدات الإنسانية بوتيرة متصاعدة.
واختتم فيّاض حديثه قائلًا:"نحن سعداء بنهاية الحرب، لكننا ننتظر أن تُترجم هذه التهدئة إلى واقعٍ ملموس — إلى أمان، وإلى حياةٍ يمكن أن تُبنى من جديد."


