تشهد الساحة السياسية العربية في البلاد تطورات متسارعة ومشجعة نحو إعادة تشكيل "القائمة المشتركة"، بعد صدور بيان ترحيبي من حزب التجمع الوطني الديمقراطي يؤيد الجهود المبذولة في هذا الاتجاه. ويُنتظر أن تعقد الأحزاب العربية الأربعة (الجبهة، والتجمع، والعربية للتغيير، والقائمة الموحدة) أول اجتماع رباعي منذ أربع سنوات خلال الأسبوع الجاري، لبحث سبل التوحيد السياسي في ظل مطالبة شعبية متزايدة، كما أكدت لجنة الوفاق وسباعية رؤساء السلطات المحلية العربية في حديث لراديو الناس.
الأمين العام للتجمع: ندعم وحدة حقيقية "تحالفية سياسية" قائمة على برنامج سياسي واضح
هذا النهار مع شيرين يونس
14:30
التجمع: نرحب بالوحدة لكن بشروط سياسية واضحة
وفي مقابلة لراديو الناس مع الأمين العام للتجمع خالد عنبتاوي، أكد أن الحزب يدعم وحدة حقيقية "تحالفية سياسية" قائمة على برنامج سياسي واضح، وليس وحدة شكلية فقط. وشدد عنبتاوي على أهمية أن تنبثق الوحدة من مراجعة نقدية لتجربة "المشتركة" السابقة، التي تفككت ثلاث مرات، معتبرًا أن غياب برنامج سياسي جامع كان أحد الأسباب الرئيسية للفشل.
وأكد عنبتاوي أن التجمع مستعد للمشاركة في مفاوضات رباعية بروح مسؤولة، لكنه أشار إلى وجود تباينات عميقة، خاصة في مسألة الانضمام إلى الائتلافات الحكومية، والتي يرفضها حزبه بشكل قاطع. كما أوضح أن الحزب لن يغلق الباب أمام سيناريوهات أخرى، لكنه يعتبر أن الأولوية القصوى في هذه المرحلة هي لتوسيع التمثيل العربي والحفاظ على جوهره السياسي، لا سيما في ظل تصاعد السياسات اليمينية والتمييزية ضد المجتمع العربي.
الجبهة: ترحيب بخطوة التجمع وتمسك ببرنامج سياسي مشترك
من جانبه، رحّب أمجد شبيطة، السكرتير العام للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، بموقف التجمع، مشيرًا إلى أن جميع الأحزاب أبدت تجاوبًا إيجابيًا مع مبادرة الجبهة لعقد اجتماع رباعي خلال أيام. وأكد شبيطة أن الجبهة تطالب منذ البداية بإقامة "قائمة مشتركة مبنية على تفاهمات سياسية"، وليست مجرد قائمة تقنية، مع ضرورة استخلاص العبر من تجارب السنوات الماضية.
السكرتير العام للجبهة: نؤمن بإمكانية التوصل لتفاهمات ولا نستبعد قائمة ثنائية
هذا النهار مع شيرين يونس
08:47
وعن الاختلافات مع بعض مركبات المشتركة، قال شبيطة: "النهج السياسي الذي سلكته الموحدة لا يتوافق مع الجبهة، لكننا نؤمن بإمكانية التوصل إلى تفاهمات إذا توفرت الرغبة السياسية". كما لم يستبعد إمكانية طرح بديل لقائمة واحدة، مثل قائمتين قويتين تتنافسان ضمن ميثاق شرف سياسي وفائض أصوات، في حال تعذرت الوحدة.
نحو اجتماع حاسم: فرصة أخيرة أم انطلاقة جديدة؟
وبحسب شبيطة، من المتوقع أن يُعقد الاجتماع الرباعي يوم السبت القريب، وقد يكون مفصليًا في تحديد معالم المرحلة المقبلة: إما استعادة "المشتركة" بشكل ينسجم مع التحديات السياسية والاجتماعية الراهنة، أو الانتقال إلى صيغ بديلة لا تُفقد الجمهور العربي الأمل في التمثيل البرلماني الفعّال.
مطالبة شعبية متزايدة
تأتي هذه التطورات في ظل ضغط جماهيري كبير لإعادة توحيد الصف العربي في الكنيست، بعد أن أدى تفكك القائمة المشتركة وتشتت الأصوات إلى تراجع التمثيل العربي في الدورة الماضية، وسط صعود غير مسبوق لليمين المتطرف في إسرائيل، واشتداد السياسات العنصرية، واندلاع الحرب في غزة.
الأيام المقبلة ستكون حاسمة، وستُظهر ما إذا كانت الأحزاب العربية قادرة على تجاوز خلافاتها السياسية لصالح وحدة وطنية حقيقية تمثل تطلعات جماهيرها، أم أن الانقسامات ستستمر لتكرّس مزيدًا من الإحباط السياسي لدى الشارع العربي.