في تصريح غير مألوف، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس (الثلاثاء) اعترافه بمجازر الأرمن على يد العثمانيين، وذلك خلال مقابلة عبر بودكاست مع الإعلامي الأميركي باتريك بت-ديفيد، وليس عبر بيان رسمي.
وجاء تصريح نتنياهو رداً على سؤال المذيع حول سبب امتناع إسرائيل حتى اليوم عن الاعتراف بالمجازر التي طالت الأرمن والآشوريين واليونانيين، فأجاب: "أعتقد أننا فعلنا ذلك. الكنيست مرّر قراراً بهذا الشأن"، وعندما أصرّ المذيع أن يصدر الاعتراف منه شخصياً بصفته رئيس الوزراء، قال نتنياهو: "لقد فعلت ذلك".
وتُعدّ هذه الخطوة استثنائية في ظل حساسية الملف تاريخياً وسياسياً، إذ إنّ تركيا ترفض بشدّة وصف أحداث 1915-1918 بـ"الإبادة الجماعية"، وتعتبرها نتيجة حرب أهلية وتمرد داخلي. وتشير تقديرات المؤرخين إلى أنّ نحو مليون ونصف المليون أرمني قُتلوا أو قضوا جوعاً أو غرقاً، بينما تقول أنقرة إن الأعداد أقل بكثير.
يأتي تصريح نتنياهو في وقت يشهد فيه مسار العلاقات بين إسرائيل وتركيا تدهوراً حاداً على خلفية الحرب على غزة، بعدما كان قد سُجّل تحسّن نسبي في السنوات الأخيرة تُوِّج بلقاء نتنياهو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. إلا أنّ التوتر عاد مع انتقادات أردوغان الحادة لإسرائيل ونتنياهو، ومقارنته له بهتلر، وردّ تل أبيب بخطاب مماثل، إلى جانب خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي.
تجدر الإشارة إلى أنّ الكنيست شهد على مدار سنوات عدة محاولات للاعتراف بالمجازر الأرمنية، لكنها باءت بالفشل، وغالباً ما ارتبطت تلك النقاشات بتوتر العلاقات مع أنقرة.
في السياق ذاته، يُذكر أنّ أرمينيا اعترفت في حزيران/يونيو 2024 بدولة فلسطين، ما أدى إلى توتر إضافي مع إسرائيل، التي استدعت السفير الأرمني حينها لـ"توجيه توبيخ شديد اللهجة".