في خطوة أثارت انتقادات سياسية وأخلاقية واسعة، يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتنظيم عشاء خاص مساء الخميس في نادي ترامب الوطني للغولف قرب واشنطن، بمشاركة نحو 220 شخصًا من كبار المستثمرين في عملة "TRUMP" الرقمية التي أطلقها. وقد حصل المدعوون على فرصة الحضور مقابل شراء كميات ضخمة من هذه العملة التي لا تحمل أي قيمة استثمارية حقيقية.
مخاوف من تأثير أجنبي مباشر على الرئيس
أحد أبرز المخاوف التي أثارها منتقدو هذا الحدث، كان احتمال تسلل تأثير أجنبي مباشر على الرئيس، إذ تشير تحليلات إعلامية إلى أن معظم كبار حاملي العملة يقيمون خارج الولايات المتحدة، ومن بينهم رجل أعمال صيني الأصل يُدعى جاستن سَن، سبق أن وُجهت له اتهامات بالاحتيال في الولايات المتحدة.
وأوضح تقرير لشبكة "بلومبيرغ" أن أكثر من 90٪ من كبار مالكي العملة استخدموا منصات تداول أجنبية يُفترض أن تكون محظورة على الأمريكيين. ورغم أن موقع الحملة وعد في البداية بجولة خاصة في البيت الأبيض لأبرز المستثمرين، إلا أنه حذف هذا البند لاحقًا مكتفيًا بوعد بجولة "VIP".
معارضة واسعة وتحقيقات محتملة
الحدث، الذي وصفته الرسائل الدعائية بأنه "الدعوة الأكثر حصرية في العالم"، لم يمر دون رد فعل. فقد دعا السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي إلى محاسبة ترامب، مشيرًا إلى أن "الحدث يفتح طريقًا للأثرياء الأجانب للضغط مباشرة على الرئيس دون المرور بوزارة الخارجية"، فيما أبدت السيناتورة الجمهورية سينثيا لوميس تحفظها على الخطوة.
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" افتتاحية دعت فيها ترامب إلى إلغاء الحدث أو على الأقل الكشف عن أسماء الفائزين بـ"مسابقة الكريبتو"، ليتعرف الأمريكيون على من يحاول شراء النفوذ. لكن رد البيت الأبيض لم يبد أي نية لذلك، مشددًا على أن "ترامب لا يعمل إلا لمصلحة الشعب الأمريكي".
من هو جاستن سَن؟
يُعد جاستن سَن، الذي أكد حضوره للحدث عبر منشور على وسائل التواصل، أحد أبرز الأسماء المرتبطة بهذه القضية. سَن، الذي يحمل جنسية سانت كيتس ونيفيس، استثمر نحو 22 مليون دولار في عملة ترامب الرقمية، وساهم بما لا يقل عن 75 مليون دولار في مشروع عائلة ترامب الأوسع "وورلد ليبرتي".
بحسب مجلة "فوربس"، فإن استثمارات سَن وحملته الترويجية ساهمت في تحقيق أرباح تقدَّر بـ400 مليون دولار لصالح عائلة ترامب. وبشكل مثير للجدل، أوقفت لجنة الأوراق المالية الأمريكية (SEC) في فبراير الماضي دعاوى الاحتيال المدني المرفوعة ضد سَن، مبررةً ذلك بـ"مصلحة الجمهور".