يعقد اجتماع أمني بين سوريا وإسرائيل في باكو، عاصمة أذربيجان، يوم الخميس المقبل، بحسب ما أوردته سكاي نيوز عربية، في حين كشف موقع أكسيوس عن تفاصيل مقترح إسرائيلي مقدّم إلى دمشق بشأن اتفاقية أمنية جديدة.
ووفق موقع أكسيوس، يتضمن المقترح الإٍسرائيلي خريطة تمتد من دمشق إلى الجنوب الغربي حتى الحدود مع إسرائيل، وتقترح تقسيم المنطقة إلى ثلاثة نطاقات أمنية تشبه إلى حدّ ما بنود اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر عام 1979 التي قسمت شبه جزيرة سيناء إلى مناطق «أ»، «ب» و«ج»، مع ترتيبات أمنية متفاوتة ومستويات مختلفة من نزع السلاح حسب القرب من الحدود. وينص الاقتراح على توسيع المنطقة العازلة المقدّرة كيلومترين إضافيين على الجانب السوري.
قيود أمنية
وأضاف المصدرُ أن المقترح يقضي بعدم السماح بوجود قوات عسكرية أو أسلحة ثقيلة في الشريط الأقرب إلى الحدود من الجانب السوري، مع السماح بتواجد قوات الشرطة وقوات الأمن الداخلي، كما يقترح تخصيص كامل المساحة من جنوب غرب دمشق حتى الحدود الإسرائيلية كمنطقة حظر جوي للطائرات السورية.
وفي مقابل هذه القيود، اقترحت إسرائيل انسحابًا تدريجيًا من الأراضي التي استولت عليها خلال الأشهر الأخيرة، مع استثناء موقع متقدّم على قمة جبل الشيخ الاستراتيجي، حيث تصرّ بحسب المقترح على الاحتفاظ بوجودٍ هناك في أي تسوية مستقبلية. ونقل أكسيوس عن مصدر مطلع أن أحد مبادئ المقترح الإسرائيلي هو الحفاظ على «ممر جوي» إلى إيران عبر الأراضي السورية، ما قد يتيح وفق المقترح إمكانيات لشن ضربات مستقبلية.
وأوضح الموقع أن المقترح الإسرائيلي قُدِّم قبل أسابيع، ولم ترد دمشق حتى الآن، إذ تعمل الحكومة السورية على إعداد مقترح مضاد في الأسابيع الأخيرة. وأضاف أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يعتزمان مناقشة المقترح يوم الأربعاء في لندن، بحضور المبعوث الأميركي توم باراك، في اجتماع ثلاثي يُعد الثالث من نوعه.
سوريا تُسرّع المحادثات مع إسرائيل
من جهة أخرى، نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة أن سوريا تُسرّع المحادثات مع إسرائيل تحت ضغط أميركي، سعياً إلى التوصل إلى اتفاق أمني قد يؤدي إلى استعادة بعض الأراضي التي استولت عليها إسرائيل مؤخرًا، غير أن الاتفاق لا يرتقي بحسب المصادر إلى معاهدة سلام شاملة. وقالت أربعة مصادر لرويترز إن واشنطن تضغط لإحراز تقدم قبل اجتماع قادة العالم في نيويورك نهاية الشهر، وأضافت أن بلوغ «اتفاق متواضع» سيُعدّ إنجازًا في ظل المواقف الإسرائيلية المتشددة وحالة الضعف النسبي التي تعانيها سوريا بعد أعمال عنف طائفية في الجنوب.
وأوضحت المصادر لوكالة رويترز أن المقترح السوري الذي نُقل إلى المفاوضات يهدف إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي استولت عليها خلال الأشهر القليلة الماضية، وإعادة المنطقة العازلة المتفق عليها في هدنة عام 1974 إلى وضعها كمنطقةٍ منزوعة السلاح، ووقف الغارات الجوية والتوغلات البرية داخل سوريا. كما بيّنت المصادر أن المحادثات لم تتناول وضع هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967، وأن هذه المسألة «ستُترك للمستقبل».