من ألعاب أطفال إلى انفجار عنصري: اعتداء على عائلة من الفريديس في زخرون يعكوف

اعتداء عنصري على شابتين من الفريديس في متنزّه بزخرون يعقوب: شتائم عنصرية وتهجّم جسدي بعد ماولة إنزال بالقوة

اعتداء عنصري على شابتين من الفريديس في متنزّه بزخرون يعقوب
تعرضت شابتان من بلدة الفريديس، مساء أمس السبت، لاعتداء عنصريّ في متنزّه عام بمدينة زخرون يعقوب، وذلك بعد مشاحنات بدأت بين أطفال عرب من الفريديس وآخرين من عائلة يهودية، قبل أن تتطور إلى اعتداء جسدي ولفظي طال الشابتين ومرافقيهما.
وفي مقابلة مع راديو الناس، روت الشابة أنوار فحماوي، إحدى الضحيتين، ما جرى معها بالتفصيل، مؤكدة أن الاعتداء لم يكن حادثًا عابرًا، بل “انفجارًا لكراهية مُسبقة”.

بدايات الحادثة: محاولة إنزال بالقوة

أنوار فحماوي تشرح لحظة تعرض عائلتها لاعتداء عنصري في زخرون يعكوف
هذا النهار مع شيرين يونس وفراس خطيب
06:18
تقول أنوار إنهم كانوا في نزهة عائلية: "كنا في المتنزّه مع أطفالنا، يلعبون كغيرهم، ولم نتوقع أي مشكلة. بدأ الأمر بخلاف بسيط بين الأطفال، حين حاول أطفال العائلة اليهودية إنزال بناتنا بالقوة من الألعاب، وبدأوا بضربهن."
وأضافت: "اقتربتُ من والد أحد الأطفال وتحدثتُ إليه باحترام حتى يضبط أبناءه، لكنه ردّ عليّ قائلاً إنه لا يرى أي خطأ، وبدأت الإهانات تتصاعد."

شتائم عنصرية وتهجّم جسدي

توضح أنوار أن الموقف لم يتوقف عند خلاف أطفال، بل تحوّل إلى اعتداء عنصري مباشر: "بدأوا يشتموننا بشتائم بذيئة، ويقولون: أنتم العرب، يجب أن تغادروا المكان، وأنتم لا تستحقون الوجود هنا. إحدى النساء قالت لنا بالحرف: يجب أن تموتوا، لماذا تأتون إلى هنا أصلاً؟"
وتتابع: "فجأة هاجمتنا ثلاث نساء، واعتدين بشكل خاص على أختي المتدينة. كانت وحيدة أمام ثلاث مهاجمات، بينما بقية الناس اكتفوا بالمشاهدة."

حالة هلع بين الأطفال

تروي أنوار أن الأطفال عاشوا حالة صدمة: "ابنتي اختبأت في الحمّام وأغلقت الباب على نفسها من شدة الخوف. قضيت وقتًا أبحث عنها وأنا مرعوبة. كانت الليلة الماضية صعبة عليها، ولم تتمكن من النوم بسهولة."
وتضيف: "سألتني ابنتي: لماذا ضربونا؟ وأكدتُ لها أننا لم نؤذِ أحدًا، وأن ما حدث كان اعتداءً عنصريًا لا علاقة لنا به."
أوضحت أنوار أن شقيقتها أصيبت في ركبتها ويدها، بينما شعرت هي بآلام في اليوم التالي. "كنا نعتزم التوجه إلى المستشفى للعلاج، لكن الشرطة وصلت في اللحظات الأخيرة ونقلتنا خارج المكان بأمان."
وتشير إلى أن المهاجمين كانوا تحت تأثير الكحول أو مواد أخرى، وفق ما قالت: "أخبرنا الشرطة بأن المعتدين كانوا يشربون ويتصرفون بعنف شديد. الشرطي قال إنه يعرف ذلك، لكنه سيكتفي بجمع إفاداتنا."

تقديم شكوى ومتابعة القضية

وقالت أنوار إن العائلة ستقدّم شكوى رسمية وتتابع الملف قانونيًا: "اليوم سنذهب للطبيب ثم إلى محطة الشرطة، وشقيقتي قد تحتاج إلى مستشفى بسبب النزيف الذي أصابها. لم نتعرض لمثل هذا الاعتداء من قبل، وصدمنا حجم الكراهية التي وُجهت إلينا."
وتختم أنوار حديثها بنبرة حزينة: "ما حدث ترك أثرًا كبيرًا علينا، وخاصة على الأطفال. نأمل ألا نرى مثل هذه الأحداث مرة أخرى، وأن تتحرك الشرطة بشكل جدي."