بمواقع العمل والدعارة: هكذا جندت إيران جواسيسها في إسرائيل

39 معتقلا في إسرائيل بقضايا تتعلق بالتجسس لصالح إيران تم تجنيدهم مقابل مبالغ مالية وبمطالب كانت بسيطة في البداية 

راديو الناس|
4 عرض المعرض
اعتقال يهودي من الحريديم بشبهة التجسس لصالج إيران
اعتقال يهودي من الحريديم بشبهة التجسس لصالج إيران
اعتقال يهودي من الحريديم بشبهة التجسس لصالج إيران
(فلاش 90)
منذ أن تفجّرت أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، دخلت إيران في مواجهة غير مباشرة مع إسرائيل من خلال وكلائها في لبنان واليمن خصوصا، والشرق الأوسط عموما، وفتحت ما أسموه بـ"معركة الإسناد"، بينما سادت في الأيام الأولى من الأحداث بثّ مضمامين تتعلق بالوحدة في إسرائيل، تزامنت مع خطوات فعلية لانضمام أحزاب من المعارضة لائتلاف نتنياهو لإدارة الحرب.
إيران تبحث عن اختراق داخلي
في هذا التوقيت تحديدا، بدأت إيران في البحث عن اختراق في الجبهة الداخلية في إسرائيل، ومحاولة اختراق المجتمع الإسرائيلي من خلال تجنيد عملاء لها من اليهود خصوصا، مقابل الأموال. من التفاصيل القليلة الصادرة عن التحقيقات في قضايا اعتقال 39 شخصا يهوديا مشتبهين أو متهمين في قضايا تجسس لصالح إيران، يمكن فهم أن هنالك خطط إيرانية كانت جاهزة لتنفيذ عمليات اغتيال من خلال أوامرهم التي صدرت لإسرائيليين بمراقبة وزراء ومسؤولين حكوميين ورصد تحركاتهم.
4 عرض المعرض
جنديان إسرائيليان في بث مباشر أمام محكمة للاشتباه بالتجسس لصالح إيران
جنديان إسرائيليان في بث مباشر أمام محكمة للاشتباه بالتجسس لصالح إيران
جنديان إسرائيليان في بث مباشر أمام محكمة للاشتباه بالتجسس لصالح إيران
(فلاش 90)
في المقابل، ومع اندلاع الحرب، أدركت المؤسسة الأمنية والشرطة الجهود المتزايدة والمحاولات العديدة التي يبذلها الإيرانيون لتجنيد مواطنين ومقيمين إسرائيليين للعمل ضد الدولة.
السجن 11 عاما في القضية الأقل تعقيدا
وحتى الآن، سُمح بنشر 22 قضية أحبطتها أجهزة الأمن والشرطة، ما أدى إلى اعتقال 39 شخصاً. جميعهم، باستثناء الأخير الذي تم اعتقاله هذا الأسبوع، يخضعون للمحاكمة بالفعل. لم تنته سوى محاكمة مُدان واحد فقط واسمه موطي مامان، الذي أدين بالاتصال بالعدو وحُكم عليه بالسجن لمدة 11 عامًا الأسبوع الماضي.
كانت قضية مامان من أولى القضايا التي تم الكشف عنها، وتعتبر الجريمة المنسوبة إليه هي الأقل خطورة من الجرائم الأمنية. وجهت إلى عدد كبير من المتهمين حتى الآن تهمة مساعدة العدو في زمن الحرب، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن مدى الحياة. وقد تفاقم هذا الوضع أيضًا بسبب توجيه المدعي العام بعدم السعي إلى إبرام صفقات الإقرار بالذنب مع المتهمين في القضايا المتعلقة بالتجسس لصالح إيران، ما يعني فرض أقسى العقوبات على كل مُدان.
قضايا أخرى تخضع لحظر النشر
4 عرض المعرض
متهم بالتجسس لصالح إيران
متهم بالتجسس لصالح إيران
متهم بالتجسس لصالح إيران
(فلاش 90)
وحتى هذه الأيام، يقوم جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة بالتحقيق في عدة قضايا لم يُسمح بعد بالنشر عنها، بينما يُقدَّر أنه توجد حالات كثيرة من التسلل الإيراني الذي لم يتم اكتشافه بعد من قبل جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة وفقا لمسؤولة في وحدة التحقيقات.
ساريت بيريتس، وهي محققة مسؤولة من قسم الأمن في وحدة لاهف 433: قالت "نعلم أن هناك عددًا كبيرًا وكبيرًا جدا. إنهم يحاولون الوصول إلى الإسرائيليين بشتى الطرق، ويجندونهم بكل الطرق الممكنة".
الجاسوس الأصغر: 13.5 عاما
في هذا الأسبوع فقط، سُمح بنشر أن جهاز الأمن العام (الشاباك) وشرطة تل أبيب اعتقلتا صبياً يبلغ من العمر 13.5 عاماً للاشتباه في قيامه بمهام لصالح إيران، بما في ذلك رسم جرافيتي على الجدران في تل أبيب، وطلب منه تصوير نظام القبة الحديدية ومنزل وزير الخارجية غدعون ساعر. وبدلا من تصوير منزل ساعر، أرسل لهم صورة من خرائط جوجل، ورفض مهمة أخرى تطلبت منه إشعال النار في خزائن الكهرباء.
ألقى القبض على الصبي وتم استجوابه ومن ثم إطلاق سراحه تحت الإقامة الجبرية، بينما ملف التحقيق معه لا يزال موجودا لدى الشرطة ولم يتم تحويله إلى النيابة العامة بعد، لكن من الممكن أنه ونظرا لصغر سنه، أن يتم اتخاذ قرار بالتعامل معه بشكل متساهل. ولم يكن والداه على علم بأي شيء عن أفعاله حتى تم القبض عليه.
في هذا السياق، قال مصدر أمني ونقله موقع اللا العبري: "نرصد تزايدًا في محاولات تجنيد القاصرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. من المهم التأكيد على خطورة هذه العلاقة، وأهمية اليقظة التي يجب على الأهالي التحلي بها، لا سيما مع اقتراب العطلة الصيفية".
تتنوع قائمة المشتبه بهم الذين تم القبض عليهم، حيث تضم جميع شرائح السكان ومنجميع الأعمار، من سن 13.5 إلى 77 عاماً. إلا أن التفصيل المثير للاهتمام هو أن 93% من المعتقلين في قضايا أمنية هم من الرجال. كما أن النساء اللواتي تم القبض عليهن – 3 في المجموع – لا يُعتقد أنهن ارتكبن أعمالا تتعلق بالتجسس.
الدافع الأساس: المال سهل المنال
4 عرض المعرض
متهم بالتجسس لصالح إيران
متهم بالتجسس لصالح إيران
متهم بالتجسس لصالح إيران
(فلاش 90)
وبحسب الضابطة بيريتس، فإن "الدافع الأساسي وراء اعتقال جميع المشتبه بهم هو المال السهل والسريع الذي وعدوا به مقابل العمل". ولكن بالنسبة للدولة، هؤلاء "ليسوا جياعا وليسوا محرومين من لقمة الخبز، بل هم عمال وموظفون يعيشون في هذا البلد، ويحصلون على حقوقهم، وفي النهاية يتخذون خيارًا واعيًا للعمل ضد الدولة"، تقول بيرتس.
وفقا لمصادر أمنية، يتم التوظيف بكل الطرق الممكنة - سواء من خلال Telegram، أو مواقع البحث عن عمل، أو المواقع الإباحية، أو مواقع المواعدة، أو مواقع مستهلكي الدعارة، وغيرها.
المراحل الأولى للتجنيد: رسومات على الجدران
وفقا لما سُمح بالكشف عنه في إطار القضايا، يكون المجنِّد دائمًا مجهول الهوية، ودون "مقابلة العمل" في المكتب، ويتم تحويل الأموال بالعملة المشفرة، دون راتب، واللغة التي يتحدث بها الوكيل مع المجند دائمًا هي اللغة العبرية المكسورة المترجمة باستخدام غوغل.
وأما بالنسبة للمهام، وفقا لوسائل إعلام ومواد تم نشرها من التحقيق، فهي "سهلة في البداية، تبدأ بالرسم على الجدران، عادة ما تكون شعارات ضد الحكومة، أو ضد رئيس الوزراء، أو ضد حماس، وتتصاعد لتصل إلى مطالب تتعلق بإحراق السيارات، وإحراق خزائن الكهرباء". الهدف منذ لكهو بناء الثقة وجذب المجند إلى "الفخ"، بحيث يكون من الصعب عليه الخروج منه لاحقًا.
تبدو المهام سهلة، وبعد بناء الثقة ودخول المجند إلى الفخ، تأتي المهام الأكثر خطورة: تصوير منزل شخصية سياسية كبيرة - كما في حالة يسرائيل كاتس أو غانتس أو شخصية أمنية كبيرة - كما في حالة رونين بار.
وفقا لما تم الكشف عنه في ملفات تحقيق سابقة، فإن أيضا الأوامر شملت تصوير القبة الحديدية، وتصوير مركز الأبحاث النووية في ديمونا، وتصوير الترتيبات الأمنية - كما في حالة بينيت عندما كان في المستشفى، ونقل البضائع، ومهام أخرى رفضت التحقيقات الإفصاح عنها حتى الآن. في هذا السياق، تؤكد الشرطة أن "حتى أولئك الذين بدأوا بالمهام السهلة ثم قرروا التوقف لأنهم أدركوا أنها خطيرة، عليهم أن يفهموا أن العمل مع الإيرانيين هو جريمة أيضًا".
First published: 18:10, 12.06.25