بن غفير
تصاعد الجدل السياسي والمجتمعي بعد تصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي دعا رئيس بلدية "نيشر" في منطقة حيفا إلى إصدار أمر رسمي بهدم مقبرة القسّام التاريخية، مؤكدًا أن الشرطة الإسرائيلية "مستعدة لتنفيذ القرار بشكل فوري" حال صدوره.
جاءت تصريحات بن غفير خلال جلسة للجنة الداخلية في الكنيست، عُقدت اليوم لبحث موضوع هدم المقبرة، وذلك استجابة لطلب تقدّمت به جمعيات إسرائيلية يمينية تدّعي أن الأرض المقامة عليها المقبرة تندرج ضمن أملاك عامة أو أراضٍ مخصّصة لمشاريع تطويرية.
وبحسب مصادر مطلعة، شهدت الجلسة مداخلات متباينة، إذ أصرّ ممثلو الجمعيات اليمينية على المضي قدماً في إجراءات الهدم، في حين حذر ناشطون وحقوقيون من أن الخطوة قد تُشعل توترات دينية ووطنية، نظرًا لما تمثله المقبرة من رمزية تاريخية للفلسطينيين.
مقبرة القسّام، التي تقع في محيط حيفا، تحمل اسم الشيخ عز الدين القسّام، أحد أبرز رموز النضال الفلسطيني في فترة الانتداب البريطاني، وتضم رفات عدد من المقاومين والشخصيات الوطنية. وقد كانت خلال العقود الماضية موضوعًا لنزاعات قانونية بين جهات فلسطينية وأخرى إسرائيلية حول ملكية الأرض وحق الحفاظ عليها كموقع تراثي وديني.
من جهتها، لم تصدر بلدية "نيشر" حتى الآن موقفًا رسميًا بشأن طلب بن غفير، فيما توقّع مراقبون أن أي قرار بالموافقة على الهدم قد يواجه تحديات قانونية وإجراءات قضائية، وسط دعوات من جمعيات عربية وإسلامية للتصدي لهذه الخطوة ووقفها عبر القنوات القضائية والدولية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تنامي خطاب اليمين الإسرائيلي الداعي لتسريع إجراءات الاستيلاء على أراضٍ ومواقع تاريخية فلسطينية، الأمر الذي يثير مخاوف من تصاعد الاحتقان بين المجتمع العربي في الداخل والمؤسسات الرسمية الإسرائيلية.