قال أنس أبو دعابس، محرر الشؤون التكنولوجية في راديو الناس ومقدّم بودكاست صوت التك، إن الصفقة الأمريكية الصينية حول تطبيق تيكتوك ليست "ليس نهاية القصة" وإنما بداية مرحلة جديدة قد تحمل تغييرات على مستوى الملكية والخوارزميات والمحتوى.
يأتي ذلك فيما أعلن البيت الأبيض أن تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة سيُقدّر بـ14 مليار دولار بموجب اتفاق رعاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفصل الشركة عن مالكها الصيني. وتهدف هذه الخطوة الى عزل تيك توك عن التأثير الصيني.
أنس أبو دعابس: منصة "الإدمان" تدخل مرحلة جديدة تحت إدارة أمريكية
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
07:19
عن سر ّ وتفاصيل هذه الصفقة الكبرى التي تتعلق بمستقبل منصة تيك توك في الولايات المتحدة، وأوضح أبو دعابس أن الصفقة تقضي بأن 80% من ملكية تيك توك في الولايات المتحدة ستنتقل إلى مستثمرين أمريكيين، فيما ستحتفظ الشركة الأم الصينية "بايت دانس" بنسبة 20% فقط، قائلاً: "ما لم تستطع الحكومات السابقة القيام به، نجح دونالد ترامب في فرضه. هذه الخطوة قد تؤدي إلى تغييرات مهمة على صعيد إدارة المنصة وآلية عملها".
وأشار إلى أن من أبرز المستثمرين الجدد الملياردير لاري إليسون، مؤسس شركة "أوراكل"، لافتاً إلى أن اسمه ارتبط أيضاً بدعم الجيش الإسرائيلي، ما قد يؤثر على اتجاهات الخوارزمية وتفضيل محتوى دون آخر.
وأضاف: "لطالما وُجّهت اتهامات لتيك توك بأنها تميل إلى إبراز المحتوى الفلسطيني أو لا توازن بين الروايات. دخول مستثمرين أمريكيين قد يغير هذه المعادلة، وربما ينعكس على طبيعة المحتوى الذي يصل للمستخدمين".
وتطرق أبو دعابس إلى جانب آخر من الصفقة يتعلق بالبيانات، قائلاً: "من جهة، قد تكون الشركات الأمريكية أكثر حرصاً على خصوصية البيانات مقارنة بنظيراتها الصينية. لكن في المقابل، تظل تيك توك منصة تعرف الكثير عن عادات مستخدميها، وهذا ما يجعلها قادرة على خلق حالة الإدمان التي نعرفها".
وعلى صعيد الإيرادات، لفت إلى أن مدخول تيك توك من الإعلانات بلغ نحو 40 مليار دولار سنوياً، متجاوزاً بذلك دخل "ميتا" (فيسبوك وإنستغرام)، مضيفاً: "هذا رقم ضخم يعكس فعالية المنصة، ولا يوجد مستثمر يدخل صفقة ليخسر. لذلك من غير المتوقع أن يجري تغييرات جذرية قد تقلل من الأرباح".
وختم بالقول: "على المدى القريب، تجربة المستخدم ستبقى كما هي على الأرجح. لكن على المدى البعيد قد نرى تغييرات في طبيعة المحتوى الموصى به، وربما يزداد الجدل حول حرية التعبير".