تفاقمت الأزمة السياسية داخل الائتلاف الحكومي على خلفية قانون تجنيد الحريديم، بعدما رفض زعيما التيار الليتواني في المجتمع الحريدي، الحاخامان دوف لاندو وموشيه هيرش، الاجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، معتبرين أن "لا جدوى من مزيد من المحادثات".
توقعات بحسم الموقف اليوم
ومن المرتقب أن يناقش ممثلو حزب "يهدوت هتوراة" لاحقًا اليوم مسألة حل الحكومة مع الحاخامين، تمهيدًا لاتخاذ قرار نهائي. وتشير مصادر مطلعة إلى وجود انقسام داخل القيادة الدينية للحزب بين مؤيدين للاستقالة الفورية من الحكومة، ومعارضين يفضلون الانتظار حتى استكمال إجراءات حلّ الكنيست، التي قد تستغرق وقتًا أطول.
في هذا السياق، يُتوقّع أن تُطرح على طاولة الكنيست في وقت لاحق اليوم مشاريع قوانين المعارضة الداعية لحلّ الكنيست، تمهيدًا لبدء مسار برلماني طويل يشمل إحالتها إلى لجنة الكنيست للتداول ومن ثم التصويت عليها في ثلاث قراءات.
شاس تميل لدعم الحل ودرعي يتهم إدلشتاين بإسقاط الحكومة
عصر اليوم، دعا زعيم حزب شاس أرييه درعي وزراء ونواب الحزب لاجتماع طارئ خارج مبنى الكنيست، وبعد انتهائه، تبيّن أن الحزب يتجه نحو دعم خيار حلّ الكنيست. مصادر في حزب "ديجل هتوراة" كانت قد أكدت مسبقًا أن درعي على اطلاع كامل بكافة التطورات، وأنه على الأرجح سيدعم اقتراح حلّ الكنيست.
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن درعي رغم محاولاته لتجنب الانهيار، لم يستبعد منذ البداية خيار الانسحاب من الحكومة. وخلال الجلسة الحزبية، قال درعي إن رئيس لجنة الخارجية والأمن يولي إدلشتاين "يعطّل كل شيء، ويريد إسقاط حكومة نتنياهو انتقامًا لأنه لم يحصل على حقيبة وزارية". وأضاف: "لا نرى أي حلّ، وإدلشتاين فقط يُصلّب مواقفه، ولم يعد لدينا خيار. هو من يجرّ اليمين إلى انتخابات وإلى حدث غير مسبوق، كل ذلك بدافع الانتقام".
نتنياهو يلتقي إدلشتاين ويبحث عن مخرج
في هذه الأثناء، أنهى نتنياهو اجتماعًا مع إدلشتاين وُصف بأنه جرى "بروح طيبة"، حيث أفادت ديوان رئاسة الحكومة أن "هناك طريقًا لتجسير الفجوات بشأن قانون التجنيد"، وتم تحديد اجتماع إضافي بعد ظهر الغد بحضور إدلشتاين، وأريئيل أتياس، وسكرتير الحكومة يوسي فوكس.
رغم ذلك، قال وزير حريدي إن نتنياهو "ربما يقيل إدلشتاين كما فعل مع غالانت سابقًا، لكن المشكلة ستبقى"، مؤكدًا أن "رئيس الحكومة لا يريد حل قضية طلاب المدارس الدينية، والحل الوحيد هو حلّ الكنيست".
من جانبه، أوضح إدلشتاين أنه لا يسعى لحل الحكومة ولا يكنّ أي عداء للحريديم، مؤكدًا أنه يعارض أي قانون لا يتضمن عقوبات شخصية فعالة أو أهداف تجنيد حقيقية، واصفًا ذلك بأنه "ليس قانون تجنيد بل قانون تهرب".
نتنياهو يسعى لكسب الوقت
تسعى قيادة حزب "يهدوت هتوراة" إلى تفادي ما يرونه محاولة من نتنياهو لسحب الأزمة إلى ما بعد انتهاء الدورة الصيفية للكنيست، فيما تُظهر التطورات أن الحريديم باتوا أكثر حذرًا من التلاعب السياسي.
بالموازاة، أفادت مصادر أن نواب حزب "دغل هتوراة" سيعقدون اليوم اجتماعًا حاسمًا مع الحاخامين لاندو وهيرش لاتخاذ "القرار النهائي" بشأن مصيرهم في الائتلاف. كذلك، أنهى حزب شاس اجتماعه الطارئ وأبدى استعدادًا لدعم حل الكنيست، محمّلاً رئيس لجنة الخارجية والأمن، يولي إدلشتاين، مسؤولية الأزمة الراهنة.
وفي تطور متصل، اقترح وزير الاتصالات شلومو كَرعي على رئيس الحكومة توليه رئاسة لجنة الخارجية والأمن، خلفًا لإدلشتاين.
