"نعم!" فيلم إسرائيلي يسعى لصدم الإسرائيليين بسبب غزة

مخرج الفيلم نداف لابيد: هدف الفيلم إحداث صدمة  تُجبر المشاهد على مواجهة السلوك الأعمى تجاه الحرب على غزة

راديو الناس|
1 عرض المعرض
المخرج الإسرائيلي نداف لابيد
المخرج الإسرائيلي نداف لابيد
المخرج الإسرائيلي نداف لابيد
(فلاش 90)
حظي الفيلم الإسرائيلي "نعم" (Yes) للمخرج ناداف لابيد باهتمامٍ إعلاميّ عربيّ ودوليّ، بعد عرضه ضمن أسبوعي المخرجين في مهرجان كان السينمائي 2025. العمل، الذي تبلغ مدّته ساعتين ونصف، يقدّم سردًا فنيًا ساخرًا وغاضبًا لما يعتبره المخرج "حالة إنكار جماعي" داخل المجتمع الإسرائيلي، تجاه حجم الكارثة الإنسانية في غزّة في ظلّ انشغاله بالصدمة التي خلّفها هجوم السابع من أكتوبر.
وتدور أحداث الفيلم حول شخصية "Y"، موسيقي إسرائيلي تكلّفه السلطات بإعادة كتابة النشيد الوطني الإسرائيلي بما يتناسب مع المرحلة، والتي تُعرض في الفيلم كمرحلة انتقام وتشفّي. مع تطوّر الحبكة، يظهر أن النصّ البديل يدعو مباشرةً لمحو الفلسطينيين والقضاء عليهم بالكامل، في انعكاسٍ مباشر لمزاج جماعي سائد في البلاد منذ هجمات السابع من أكتوبر.
وتستند فكرة الفيلم على واقعة حقيقية تعود إلى نوفمبر 2023، حين أعادت مجموعة يمينية تلحين نشيد "הרעות" (الرفاق)، بكلماتٍ جديدة وصفت بالدعائية والعدائية، وأثارت انتقادات داخل إسرائيل وخارجها. أمّا عنوان الفيلم "نعم"، فهو إشارة إلى الموافقة القسرية المفروضة على المواطنين، لا سيّما الفنّانين، على المنظومة السياسية، في ظلّ غياب مساحة حقيقيّة للرفض أو المعارضة.
هدف الفيلم: إحداث صدمة للجمهور الإسرائيلي
في تصريحات له لوسائل إعلام، قال لابيد إنّ هدف الفيلم هو "إحداث صدمة كهربائية"، تُجبر المشاهد على مواجهة ما وصَفَه بالسلوك الأعمى الذي يتعامل به المجتمع الإسرائيلي مع الحرب. وأضاف، أنّ العمل يعكس شعورًا شخصيًا وعامًا بالانفصال عن الواقع، وهو ما حاول ترجمته سينمائيًا رغم الضغوطات والتهديدات التي تعرّض لها من مموّلين وجهات رسمية.
يظهر ذلك بوضوح في أحد مشاهد الفيلم، حيث يتبادل البطل قبلة مع شريكته قرب السياج الحدودي، بينما تتصاعد أعمدة الدخان من غزة في الخلفية. هذا التناقض الحادّ يتكرّر في مشاهد أخرى، مثل تجمّع بعض الشخصيات للرقص على سطح مبنى بينما تتردّد أصوات الغارات في الخلفية، أو متابعة الزوجين إشعارات عن قصف غزة على هواتفهم بينما يطعمان طفلهما بهدوء.
غضب على عرض الفيلم ومخرجه
حتى الآن، لم يُعرض الفيلم داخل إسرائيل ولم يحظ بموزّع محلّي، رغم حصوله على دعم من صندوق ثقافي إسرائيلي مستقلّ. في المقابل، من المتوقع أن يبدأ عرضُه في صالات السينما الفرنسية خلال شهر أيلول/سبتمبر المقبل.
أمّا في وسائل الإعلام الاسرائيليّة فاختلفت المواقف، إذ رأى فيه البعض عملًا مثيرًا ومزعجًا لكنّه ضروريّ، فيما اعتبره آخرون مبالغة فوضويّة وتشويهًا متعمّدًا لصورة إسرائيل في الخارج. في المقابل، ركّزت تغطيات عربية على رمزيّة الفيلم، لكونه "يعرّي" المجتمع الإسرائيلي ويكشف عن العنف البنيوي داخله تجاه الفلسطينيين.