تحذير جديد يطلقه المحلل العسكري عاموس هارئيل في صحيفة "هآرتس"، حول اتساع الهوة بين الطموحات السياسية والعسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وبين الواقع المتأزم داخل صفوف الجيش واحتياطيه، مع تزايد ظاهرة "الرفض الرمادي" في أوساط الجنود الاحتياطيين، وصعوبة تحقيق "نصر حاسم" على حركة حماس رغم الدمار الهائل في القطاع.
رهانات متضاربة بين القيادة العسكرية والحكومة
يشير هارئيل إلى أن رئيس أركان الجيش الجديد، إيال زامير، يرسل إشارات واضحة للحكومة باستعداده للمضي في اجتياح بري واسع يشمل "احتلال القطاع بالكامل"، وهي خطة لا تبعد كثيراً – بحسب وصفه – عن "فانتازيا اليمين المتطرف". ومع ذلك، يتضح من جلسات القيادة أن الجيش لا يملك تصورًا واضحًا لنهاية الحرب، ولا لخطة اليوم التالي، في ظل مقترحات متباينة تتراوح بين إقامة إدارة عسكرية إسرائيلية في غزة أو تسليم القطاع لدول عربية.
في إحدى الجلسات، قال زامير إنه وسّع "منطقة العزل" على طول الحدود الشرقية للقطاع، ودفع السكان الفلسطينيين بعيدًا عن المنطقة. إلا أن أحد الوزراء تدخّل لتصحيح المصطلحات، قائلاً إن ما جرى هو "إبعاد السكان لأغراض حمايتهم".
أزمة ثقة داخلية وتصاعد ظاهرة الرفض في الاحتياط
ورغم التصعيد الميداني، تكشف المعطيات التي أوردها هارئيل عن أزمة داخلية حقيقية داخل الجيش، أبرزها تراجع استعداد قوات الاحتياط للالتحاق بالخدمة، إما بدافع سياسي أو احتجاجًا على سوء إدارة الحرب. هناك وحدات لا يتجاوز الحضور فيها نصف العدد المطلوب، ويتم الالتفاف على هذه الأرقام من خلال تجاهل استدعاء الجنود المترددين، والاعتماد على متطوعين.
ويؤكد هارئيل أن أبرز دوافع الامتناع عن الخدمة تتصل بالخوف من المساس بالمختطفين في غزة، إلى جانب الغضب من استمرار التحالفات السياسية التي تحابي المتشددين اليهود، وتفشل في تقديم أهداف واضحة للحرب.
تقديرات متشائمة حول تراجع قدرة الردع
فيما تستمر إسرائيل في الترويج لقدرتها على "تحقيق نصر حاسم"، تظهر بيانات الاستخبارات العسكرية تآكل فعالية الضربات، إذ أن حماس ما زالت تمتلك نحو 20 ألف مقاتل مسلح، رغم مقتل 50 ألف فلسطيني في الحرب، بحسب التقديرات الإسرائيلية. كما أن المظاهرات الشعبية في القطاع ضد حماس لم تؤدِ إلى تغيير حقيقي، وفق ما ينقله المحلل.
First published: 08:45, 28.03.25