إسرائيل ترفع مستوى التأهب مع اقتراب "أسطول الصمود" إلى شواطئ غزة

تشير التقديرات إلى أن وصول السفن قد يتمّ ربما خلال يوم الغفران اليهودي (يوم الكيبور)، وهو ما دفع الجهات الأمنية والدبلوماسية إلى اتخاذ إجراءات موسعة تحسّبًا لسيناريوهات متعددة

2 عرض المعرض
من على متن احدى سفن أسطول الصمود
من على متن احدى سفن أسطول الصمود
من على متن احدى سفن أسطول الصمود
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
تصاعدت حالة الاستنفار في إسرائيل مع اقتراب وصول "أسطول الصمود" الذي انطلق قبل نحو شهر من برشلونة بهدف «كسر الحصار» عن قطاع غزة، والتي تحظى بحماية سفن حربية إيطالية وإسبانية. تشير التقديرات إلى أن وصول السفن قد يتمّ ربما خلال يوم الغفران اليهودي (يوم الكيبور)، وهو ما دفع الجهات الأمنية والدبلوماسية إلى اتخاذ إجراءات موسعة تحسّبًا لسيناريوهات متعددة.
أجرى الجيش الإسرائيلي استعدادات واسعة لإيقاف الموجة البحرية، بمشاركة قوات بحرية مقاتلة واستعداد لاحتمال تنفيذ عملية سيطرة نشطة على إحدى سفن الأسطول. وجّهت رسائل إلى منظمي الموجة — من بينهم الناشطة البيئية غريتا تونبرغ — مفادها أن الجيش لن يسمح لهم بالوصول إلى سواحل قطاع غزة. وأوضح الجيش أن من يرغب فعلاً بنقل مساعدات إنسانية إلى القطاع يمكنه الرسو في ميناء أشكلون أو أي ميناء آخر, وتفريغ الشحنات هناك بحيث تتولّاها إسرائيل نقل المساعدات لاحقًا إلى غزة.
2 عرض المعرض
غريتا تونبرغ على متن السفينة "مادلين" خلال رحلتها نحو غزة، ضمن تحرك رمزي لكسر الحصار
غريتا تونبرغ على متن السفينة "مادلين" خلال رحلتها نحو غزة، ضمن تحرك رمزي لكسر الحصار
غريتا تونبرغ على متن السفينة "مادلين" خلال رحلتها نحو
(تُستخدم هذه الصورة بموجب البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
استعدادات في المستشفيات بحسب تقارير اسرائيلية فإنه في إطار الاستعدادات، نُصح مستشفيات إسرائيلية بتعزيز كوادرها تحسّبًا لأي حاجة لتقديم رعاية طبية للناشطين المؤيدين للفلسطينيين، فيما وضع الجيش خططًا لعدة سيناريوهات تهدف في المقام الأول إلى تفادي التصعيد والعنف و«الحدّ من وقوع حوادث دولية» — على غرار السيطرة على سفينة المساعدة «مادلين» في يونيو الماضي التي جرت بدون احتكاك يُذكر، بحسب مصادر إسرائيلية.
ومع أن سفينة «مادلين» كانت تحمل نحو 12 ناشطًا فقط، فإن أسطول «سومود» يتألف من نحو 50 قاربا وسفينة، ما يمثل تحديًا غير مسبوق للجهود الإسرائيلية ويزيد من احتمالات التعقيد وفقدان السيطرة. لذلك أُنشئ غرفة عمليات طوارئ تضمّ الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والشرطة ووزارة الخارجية، لتنسيق التعامل مع المهمة خلال أيام العيد. وأفادت الخطط بأن الناشطين سيُقادون إلى سواحل إسرائيل حيث سيتم توقيفهم وطردهم من البلاد بأسرع وقت ممكن، ومن يرفض ذلك فسيُحتجز قسريًا.
جهود دبلوماسية من جهة أخرى، يقود جهاز الخارجية الإسرائيلي جهداً دبلوماسياً لمنع حدوث احتكاكات بين سفن البحرية الإسرائيلية والسفن الإيطالية والإسبانية المكلفة بتأمين القافلة. وقد رجّح مسؤول أمني أن يمرّ التعامل مع الأسطول «بسلام، مع احتمال لوقوع أحداث معزولة»، بينما بدا مسؤول إسرائيلي آخر أكثر تحفّظًا بالقول: «لا يمكن التكهّن بكيف سيتطوّر الوضع؛ نحن لا نرغب في تعقيدات، بل بمعالجة منخفضة البصمة».
وأشار ذات المسؤول إلى تقرير وزارة الشتات الذي ربط بين منظمي الموجة وحركة حماس، مؤكّدًا أن هذا ما يجعل الحدث ذا طابع خطير لأنه يطرح احتمال وجود أسلحة على متن بعض السفن. ومع ذلك أضاف أن «الغالبية ساحقة من المشاركين هم ناشطون من دعاة السلام وليسوا من يسعون للعنف. لا يبدو أن الوضع مشابهًا لمرحلة المارمارة، ولا أعتقد أنه دراماتيكي للغاية، لكنّنا نتحضير لكل الاحتمالات».
خطة لاستقبال المساعدات عبر موانئ إسرائيلية وعلى الصعيد السياسي استنكرت مصادر رسمية الموجة ووصفتها بأنها «استفزاز يخدم حماس»، مشيرةً إلى أن إسرائيل عرضت على منظمي الموجة تفريغ الشحنات في ميناء أشكلون أو موانئ أخرى، وأن إيطاليا والفاتيكان قدّما بدائل لنقل المساعدات بأمان إلى غزة، لكن منظمي القافلة رفضوا تلك العروض.
وفي هذا الإطار قال مصدر دبلوماسي إسرائيلي إن الاستراتيجية المتبعة تهدف إلى «تفريغ البالون الإعلامي» ووصم منظمي القافلة كمستفزين، لافتًا إلى أن النقاش الدولي يميل في بعض المحطات إلى تصوير الموجة كحملة علاقات عامة أكثر منها فعلًا إنسانيًا. وأضاف: «الكل يريد أن يُدير هذا الملف بعقلانية وحنكة أكثر من كونه يحتاج إلى براءة أو إثبات حقّ مطلق».
وفي خضم التطورات الإقليمية والدولية، أعربت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني عن دعوتها لإيقاف القافلة، محذّرة من أن أي خيار آخر قد «يهدد مسار السلام»، معربةً عن أملها أن "لا يُستغلّ الأسطول لإفشال أي نافذة دبلوماسية مرتبطة بمقترح سلام إقليمي حديث"، على حدّ تعبيرها.