قررت محكمة في ولاية تورينغن شرقي ألمانيا أنّ إدارة موقع معسكر الاعتقال السابق بوشنفالد تملك الصلاحية لمنع دخول الزوار الذين يرتدون الكوفية. وجاء القرار بعد التماس قدمته امرأة مُنعت من الدخول إلى الموقع أثناء إحياء الذكرى الـ80 لتحرير المعسكر.
خلفية القرار القضائي
ووفق ما نقلته وسائل إعلام ألمانية، فإن المحكمة رفضت استئناف المرأة التي رغبت في ارتداء الكوفية كرسالة سياسية علنية في موقع ارتُكب فيه قتل لليهود خلال الحقبة النازية. المحكمة اعتبرت أنّ "ارتداء الكوفية في معسكر اعتقال نازي سابق يهدد شعور الأمان لليهود"، مضيفة أن حرية التعبير المكفولة دستوريًا يجب أن تتراجع في هذه الحالة أمام "غاية النصب التذكاري".
إدارة الموقع ومكانة المعسكر
إدارة النصب التذكاري أكدت أن على الزوار الالتزام بارتداء ملابس "ملائمة للمكان ولأهداف تأسيسه". القرار جاء نهائيًا ولا يمكن الاستئناف عليه، مما يعني تثبيت موقف الإدارة في مواجهة محاولات مشابهة مستقبلًا.
لمحة تاريخية عن بوشنفالد
منذ صيف 1937، رحّل النازيون نحو 280 ألف شخص إلى معسكر بوشنفالد ومعسكراته الفرعية، بينهم عشرات آلاف اليهود. قُتل نحو 56 ألفًا منهم رميًا بالرصاص أو نتيجة الجوع والأمراض والعمل القسري والتعذيب والتجارب الطبية. وقد حُرر المعسكر على يد الجيش الأميركي في نيسان/أبريل 1945.