يرتفع منسوب الوعي في المجتمع العربي خلال السنوات الأخيرة حيال العائلاتِ الحاضنة للأطفال أو التبني بالتعاونِ مع وزارةِ الرفاه الاجتماعي. ويأتي ذلك في ظل الحاجةِ المتزايدة لتوفيرِ أطرِ وعائلاتٍ حاضنة أو عائلاتٍ للتبني للأطفال العرب.
هبة قسيس: ارتفاع الوعي بأهمية العائلات الحاضنة والتبني في المجتمع العربي
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
10:07
وأكدت العاملة الاجتماعية هبة حايك قسيس، المختصة بشؤون تبني الأطفال في المجتمع العربي لدى وزارة الرفاه والخدمات الاجتماعية، على أهمية توفير بيئة أسرية آمنة للأطفال المحتاجين، موضحة الفرق بين العائلة الحاضنة والتبني الرسمي.
وقالت حايك: "في الاحتضان، نتحدث عن عائلة مؤقتة يمكن أن ترعى الطفل لفترة معينة، مع الهدف في النهاية إرجاعه إلى الأهل البيولوجيين، أما العائلة بالتبني فالأمر مختلف، إذ تنتقل كل الحقوق والواجبات للآباء المتبنين رسمياً، دون أي إجراءات مستقبلية".
وحول خلفية الأطفال الذين تصلهم الوزارة، أوضحت أن أغلب الحالات في المجتمع العربي هي نتيجة ولادة خارج إطار الزواج، مضيفة: "للأسف، فتيات صغيرات يضطررن لتسليم أولادهن سرّياً لحماية الأطفال، ونحن نعمل على توجيههم نحو عائلات مناسبة".
وأشارت إلى أن هناك حاجة كبيرة لعائلات عربية تستطيع توفير بيئة ثقافية ولغوية متناسبة مع الأطفال، موضحة: "نحن بحاجة لعائلات حاضنة يمكن أن تتحول لاحقاً إلى عائلات متبِنة، بحيث توفر للطفل إحساساً بالانتماء والثبات".
وحول الأعمار الأكثر حاجة للدعم، قالت: "كلما كان الطفل صغيراً في الطفولة المبكرة، كلما أثرنا إيجابياً على شخصيته ونموه العاطفي والتطوري، والتأخير قد يسبب فجوات في التطور".
وبخصوص معايير قبول العائلات، شددت حايك على شمولية الفرص، قائلة: "نحتاج لكل من يشعر بأنه قادر على فتح قلبه وبيته للأطفال، سواء كان زوجاً، أو زوجة، أو أفراداً غير متزوجين، وكل من يجد القدرة يمكنه التواصل معنا".
وأوضحت أن عملية التبني ليست بيروقراطية معقدة كما يظن البعض، مضيفة: "الأمر اليوم يسير بسلاسة قدر الإمكان، فنحن نعمل على تسهيل الإجراءات لضمان أكبر نسبة من العائلات العربية تحتضن هؤلاء الأطفال".
واختتمت حايك حديثها بالتأكيد على الجانب الإنساني للمبادرة، قائلة: "التبني والاحتضان ليسا مجرد عمل خير، بل هو فعل إنساني ومجتمعي، حيث نغير حياة الطفل وحياتنا أيضاً، ونكتشف القوة التي في داخلنا".