CNN توثق: أمهات في غزة يخاطرن بحياتهن لتأمين الطعام لأطفالهن وسط المجاعة والخوف

تقرير مرئي بثّته CNN سلّط الضوء على معاناة أمهات فلسطينيات في غزة يخضن يوميًا رحلات محفوفة بالموت لتأمين فتات من الغذاء لأطفالهن، في ظل المجاعة والانهيار الإنساني

راديو الناس|
تقرير CNN
في تقرير مصوّر بثّته قناة CNN وانتشر على نطاق واسع، وثّق طاقم القناة رحلة مجموعة من النساء الفلسطينيات في غزة وهنّ يسلكن طرقًا محفوفة بالمخاطر على أمل الحصول على القليل من الطعام لعائلاتهن، في ظل ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ سيناريو مجاعة" يتكشّف في القطاع.
رحلة محفوفة بالخطر في ظل الانهيار الإنساني
أوضح التقرير أن آلاف الأشخاص ينتظرون طوال الليل مرور شاحنات المساعدات، وسط فوضى أمنية وانهيار أنظمة التوزيع الإنسانية. النساء، وهنّ غالبًا المعيلات الوحيدات لأطفالهن، يواجهن خطر القصف الإسرائيلي، والسرقات، والانهيار الصحي والمعنوي. "كل شيء حولنا يشكل خطرًا على حياتنا"، تقول أم خضر، وهي أم لثلاثة أطفال.
وأشارت صديقتها ولاء إلى تعرضها للتهديد بالسلاح الأبيض بعد انتظار دام عشر ساعات للحصول على كيس طحين، ما اضطرها للتخلي عنه. كما ذكرت مريم، التي وضعت مولودها حديثًا، أنها تقوم برحلة المشي نفسها يوميًا لتأمين الطعام لأطفالها الثلاثة الآخرين.
الحرمان، المجاعة، والاختيار المرّ
تابعت CNN على مدار أسابيع في شهري حزيران وتموز قصص أمهات يتردد صدى صراخ أطفالهن الجوعى في المخيمات. أم العبد، التي فقدت زوجها بغارة جوية، تحاول يوميًا تأمين ما يسد رمق أطفالها الثمانية. وتروي للقناة أن ابنتها الصغيرة تصرخ من الألم وتنتف شعرها من شدّة الجوع.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، توفي 63 شخصًا بسبب المجاعة في تموز، بينهم 25 طفلًا دون سن الخامسة. كما أُصيب أكثر من 11,500 طفل بسوء تغذية، ثلثهم بحالات حادة وخطيرة. وتظهر البيانات أيضًا أن أكثر من 40% من النساء الحوامل والمرضعات يعانين من سوء تغذية حاد.
مواقع التوزيع تحوّلت إلى "مناطق موت"
وأشار التقرير إلى أن النساء بدأن بمحاولة الوصول إلى نقاط التوزيع التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF)، المدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا، بعد فشل عدة محاولات للحصول على الطعام بطرق أخرى. غير أن هذه المواقع، بحسب الأمم المتحدة ووزارة الصحة الفلسطينية، شهدت مقتل أكثر من 1,100 شخص منذ أيار، وهو ما ترفضه إسرائيل، بينما تقول المؤسسة إن الأرقام "مبالغ بها".
تقول أم خضر إنها تعرضت لإطلاق نار من قناص خلال وجودها قرب أحد تلك المواقع، فيما تضطر أم بلال لإذابة الملح بالماء لأطفالها بين الوجبات القليلة. وتضيف: "كنا نأكل علف الحيوانات، لكن الآن المجاعة تضرب فوق مجاعة، وأجسادنا لم تعد تحتمل".