يشهد الشارع في الداخل وفي الضفة الغربية حالة من الاستياء الشعبي المتزايد جرّاء الارتفاع الحاد في أسعار اللحوم، وانعكاس ذلك على أسعار الوجبات في المطاعم، في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعاني منها المواطن والتاجر على حد سواء.
تراجع كبير
وأشارت معطيات جديدة إلى تراجع بنسبة تقارب 30% في الإقبال على المطاعم منذ بداية العام الجاري، حيث أظهر أصحاب القاعات والمطاعم في الداخل انخفاضًا ملموسًا في حجم الحجوزات والمبيعات.
وفي حديث لبرنامج غرفة الأخبار عبر "راديو الناس" مع الزميل محمد أبو العز محاميد، قال أحمد ابداح، صاحب قاعات "الماس" وعضو لجنة القاعات والمطاعم في البلاد:"المعطيات دقيقة إلى حد كبير، وهي تعكس واقعًا صعبًا نعيشه منذ سنوات. من أزمة كورونا، إلى الحرب، وصولًا إلى الغلاء المعيشي الحالي. نحن كأصحاب قاعات ومطاعم لم نعد قادرين على الاستمرار بنفس الوتيرة، لا من حيث الخدمة ولا الأسعار."
أحمد ابداح، صاحب قاعات "الماس" وعضو لجنة القاعات والمطاعم في البلاد
غرفة الأخبار مع محمد ابو العز محاميد
04:59
تكاليف الزفاف
وأضاف: "الناس بالكاد قادرة على دفع تكاليف حفلات الزفاف، ونحن أيضًا لم نعد نحتمل. إن استمرت الأمور على هذا النحو، فالكثير من القاعات والمطاعم ستضطر إلى الإغلاق خلال هذا العام أو العام المقبل."
وأشار ابداح إلى أن البيئة الاقتصادية غير مشجعة، قائلاً: "نحن نعقد اجتماعات متكررة مع الجهات الحكومية، ولكن الدعم غير كافٍ، وكأن الحكومة تدير ظهرها لهذا القطاع الحيوي. كل الموارد موجهة نحو الحرب، بينما نُترك نحن لمصيرنا."
استياء في الضفة
وفي الضفة الغربية، تصاعد الغضب الشعبي عقب إعلان نقابة أصحاب الملاحم ومزارع الأبقار والأغنام الفلسطينية عن وقف شامل ومؤقت لذبح وبيع لحوم الخروف – المحلي والمستورد – لمدة 15 يومًا، ابتداءً من السبت القادم، وذلك احتجاجًا على استمرار ارتفاع الأسعار غير المسبوق، ومطالبةً بتدخل رسمي لضبط السوق.
وفي حديث لـ"راديو الناس"، قال محمود شربجي (أبو المعتصم)، صاحب مطعم "تنورين" في طولكرم:"سعر لحم الخروف وصل إلى 130 شيكل للكيلوغرام، وهو رقم لم نشهده من قبل. هذا الرقم لا يتماشى إطلاقًا مع القدرة الشرائية للمواطن، ولا مع دخل العامل المتوسط."
وأضاف: "نحن في المطعم نعتمد على لحم الخروف بشكل أساسي، والزيادة الجنونية في الأسعار تضغط علينا وتُجبرنا على رفع أسعار الوجبات، وهو ما يزيد من عزوف الزبائن."
محمود شربجي صاحب مطعم "تنورين" في طولكرم
غرفة الأخبار مع محمد أبو العز محاميد
05:51
المستهلك من يملك القوة لتغيير السوق
وبخصوص قرار النقابة، عبّر شربجي عن تأييده: "أنا أؤيد هذه الخطوة. المستهلك هو من يملك القوة الحقيقية لتغيير السوق، والمقاطعة وسيلة مشروعة للضغط على التجار وتقليص الاحتكار. إذا توقف الناس عن شراء اللحوم، الأسعار ستنخفض حتمًا."
وحول تأثير التوقف عن ذبح الخروف على عمل المطاعم، أوضح: "لدينا بدائل مثل الدجاج والعجل والأسماك، وهناك تنويع في قائمة الطعام. صحيح أن غياب لحم الخروف مؤثر، لكن يمكن تجاوزه لفترة مؤقتة."
ويطالب أصحاب المطاعم والملاحم في الداخل والضفة على حد سواء بتدخل حكومي جاد، سواء من قبل الحكومة الإسرائيلية أو السلطة الفلسطينية، لفرض رقابة على الأسعار وتوفير دعم للقطاعات المتضررة.
يُشار إلى أن ضغوط الأسعار تتزامن مع أزمة عامة في سوق العمل، وارتفاع تكلفة المعيشة، ما يجعل استمرار الوضع الحالي تهديدًا مباشرًا لقطاع المطاعم والمناسبات في كلا المنطقتين.